الثلاثاء، يوليو 24

عذر الاطفال


لا يوجد لدي ادني شك في أن اللحظات التي تلت تلك الصورة أو تلك اللقطة السريعة كانت من أصعب اللحظات التي مر بها هذا الطفل في حياته الصغيرة !!! فمن المؤكد أن تلك القطة قد قامت بتقطيعه ألف قطعة بسبب ما فعله بها !!!!



الصورة فعلاً عجيبة جداً وتلفت إليها الأنظار ما بين ضاحك ومندهش ومرعوب علي الطفل من تلك القطة التي من الواضح أنها قامت بالإنتقام المناسب عقوبة علي جريمة شد الذيل المبجل!



والمثير للدهشة أن الطفل (بإعتباره طفل يعني) لا يعلم أن هذا العمل الذي قام به بمنتهي البراءة هو عمل في منتهي الخطورة والضرر وأنه لم يشعر بأي نوع من انواع الخوف حتي لو كان بدلاً من تلك القطة أسد لأنه لم يتكون لديه حتي الآن معني الخوف



جرتني تلك الصورة لأن أنظر إليها بشكل مختلف .. وانتبهت لفكرة ان الطفل لأنه طفل لا يدرك معني الخوف ولا يفطن لفكرة أن هناك وراء هذا الفعل الممتع بالنسبة إليه ضرر ما لأن الفكرة لم تتكون لديه بعد .



فماذا عن الذين يدركون معني الضرر ويعلمون معني الخوف؟



ماذا عن الذين يقتحمون المخاطر من معاصي و ذنوب وهم يعلمون ما يتبعها من مفسدة وأثر وعاقبة سيئة



ماذا عن الذين يتفننون في المجاهرة بكل حرام وكل ذنب وهم مقدرون تمام التقدير لما يفعلونه



هذا الطفل .. اعتقد ان تلك القطة مجرد لعبة اخري يلعب بها . فجذبها وهو يلعب بها ولا يعلم أنها ستضره .. ولو علم ما فعل .. وهذا هو شأن كل الأطفال تقريباً .. ونلتمس لهم الأعذار رغم جزعنا عليهم لا لشيء إلا لأنهم اطفال


فماذا عن الذين يجذبون المعاصي ويخوضون في الشهوات وهم يعلمون أنها تفتك بالقلوب فتكاً






إذا كان هذا هو عذر الاطفال .. فما هو عذر الراشدين؟


هناك 12 تعليقًا:

عصفور المدينة يقول...

إيه يا شيخنا الحلاوة دي
ونعم التشبيه والملمح القيم
جزاك الله خيرا

BinO يقول...

كلام جميل ونظرة جديدة للموضوع
ربنا يكرمك
ويجعلنا من من يستمعون القول فيتبعون أحسنه

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

المهندس عصفور

دائما تزيد التدوينات نوراً بوجودك فيها

جزاك الله خيراً

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

الأخ الفاضل bino


مرحباً بك أخي في المدونة ونسأل الله أن يجعلنا كما قلت إن شاء الله

Maha يقول...

بسم الله ما شاء الله :)

طريقة طرح الموضوع شيقة وجديدة تبارك الرحمن :)

أعزك الله

ونعم معك كل الحق

الطفل معذور لأنه لا يعلم ولم يجرب .. الكبير يعلم لكنه يتغاضى ويتناسى ويستهين

لو ملأت فكرة الجنة والنار وحب الله ومعرفته والمعنى الصحيح للإسلام على المسلم كيانه لما رأينا ما رأينا

والحمد لله رب العالمين

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

جزاك الله خيراً يا اخت مها علي تشريفك وتعليقك الطبيب

والمشكلة فعلا كما وصفتيها في غياب مفهوم الثواب والعقاب والجنة والنار هو الذي اوجد ما نرها الآن

جزاك الله خيرا

Mai_Jeneen يقول...

خاطرة رائعة

جزاك الله خيراً على التذكرة

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

الأخت الفاضلة .. جزاك الله خيراً علي الحضور

La RoSe يقول...

السلام عليكم

تحليلك للرؤية رائع بحق ، تلك الصورة بالذات يقشعر بدني كلما أمعنت التحديق بها ، لكنه فعلاً أتى بالفعل بتلقائية وبراءة شديدين لأنه لا يُدرك معناً للخوف أو لعواقب فعله ...

فمابالنا بالمُدرك ؟

أعجبتني رؤيتك كثيراً ،

جزاك الله خيراً

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

فعلا أختنا الفاضلة . ولقد صدق الحبيب عندما قال : حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات . فها نحن نقع فيها الواحدة تلو الاخرة ولا ندرك ان ورائها نيران

محمد عبد الرحمن يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد الكريم جزاك الله خيرا عى مقالك القيم حقا مؤثر جدا
إسمح لى أن أضع مدونتك فى مدونتى المتواضعة كمفضلة كى أشرف بمطالعتهاوالإستزادة منها
زادك الله علما ورزقك الله نور البصر والبصيرة وأعانك على تقديم الجديد

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

أخي الحبيب طال الليل

إنه ليشرفني إضافة مدونتي لديك وإطلاعك عليها .. ونسال الله أن ينفعنا بما نسطره في مدوناتنا وأن يجعله من بعدنا نفعاً وتذكرة لنا ولغيرنا

جزاك الله خيراً

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...