الاثنين، يوليو 9

حوارات من القلب 3 والأخيرة

باقي الأسئلة

سـ : كيف يتعامل المرء الملتزم مع من هو دون الإلتزام ؟

سؤال هام جداً . وأنا اجد بعض النماذج الرائعة لبعض شباب ورجال ونساء الملتزمين والذين يتعاملوا مع غيرهم من مطلق نبوي رائع . ومنهج صحيح .

ينبغي أن يعرف كل فرد أكرمه الله بنعمة السير علي طريقه أن العلم لا بد أن يتبعه عمل . وليس هناك أي فائدة من علم يؤخذ ليخزن في العقول دون العمل به ولعمل علي نشره بين لناس . ولا شك أن من اجل تلك الأعمال هي الدعوة إلي الله . وعلي منهج رسول الله

فينبغي أن نتعلم إلتماس الأعذار لغيرنا . وأن لا نتسرع في إصدار احكامنا عليهم من منطلق نظرة احادية مننا . ولكن بالرفق والين يمكننا تأيف القلوب . فقد كان رسول الله ألين ما يكون وهو القائل (ما كان الرفق في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه) .

ينبغي أن يعلم كل أخ وكل أخت أن من يخالطوهم الآن هم مسلمون . وليسوا كفاراً أو مشركين . فرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً . وكم من كافر اسلم لمجرد أن رأي مدي حلمه وعفوه ورفقه ولينه .

ونحن نخالط مسلمين . يجب أن نتذكر جيداً أنهم مسلمون . ويجب أن نتذكر تلك الآية جيدا

ً
َكذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً


فكثيراً من الشباب والفتيات يدخلوا في الإلتزام . ينعزلوا وينخرطوا مع أنفسهم وينسوا حياتهم والناس من حولهم . ويختلطوا مع أوساط الملتزمين ولا يعرفوا غيرهم . وهذا جيد جداً وقد ذكرته في مسالة الرفقة الصالحة . وكما قال رب العزة :

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً

ولكن ماذا عن الدعوة .. ومن سأدعو إذن ؟ ساجتهد علي من . سيهدي الله بي رجلا واحداً كيف وأين ؟؟ إذا كان كل من أحاول ان اخطب ودهم هم يفوقوني . ولا شك أني ساتعلم منهم الكثير والكثير ؟

انا اقصد بان يحاول الملتزم ان يدعو غيره بعلم وبصيرة . وأن يضع لنفسه مبدأ (إذا لم تستطيع أن تكون مؤثراً .. فلا تكن متاثراً)

ويحاول مع غيره ويجتهد في الدعوة برفق وبصيرة . فإن لم يكن لديه تلك الادوات فليتعلمها ثم يدعو ..لأن لو كل فرد منا ترك الدعوة . فمن الذي سيمد يد الإرشاد للباقيين .


ســ : ما هى أهم الشروط التى يجب أن تتوافر فى الداعية ؟

بداية .. فإن كل مسلم منا ينبغي عليه أن يكون داعياً إلي الله مصداقاً لقوله تعالي

قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

فكلنا مطالبون بالدعوة إلي الله . وكما قال نبينا وحبيبنا ( بلغوا عني ولو آية ) هذا عن الدعوة في العموم .

أما لو تحدثنا عن الداعية الذي يخرج ليخطب في الناس . ويؤثر فيهم فهذا له شان آخر


فمن وجهة نظري البسيطة أن هذا الداعية ينبغي أن تتوافر فيه تلك الشروط


1- الإخلاص
2- التقوي و تزكية النفس
3- العلم بشموليته وليست علوم دون آخري مع إتقان علوم اللغة
4- الهمة العالية
5- الرحمة واللين وسهولة العبارة
6- الثبات عند الشدة

وهناك بكل تأكيد شروط أخري . ولكني أعتقد أن تلك الشروط هي أهم ما ينبغي أن يتميز به الداعية إلي الله .


سـ : هل تعتقد أن ألتزام الأفراد بالأسلام دون عمل جماعي منظم ، يمكن أن ينهض بواقع الأمة وإقامة دولة الإسلام؟

أنا أعتقد أن الوجود في وسط جماعة المسلمين ككل والعمل بمباديء سلفنا الصالح والفكر النبوي لبناء أمة مسلمة هو السبيل الوحيد الذي يمكننا النهوض من خلاله بموقع الأمة وإقامة دولة مسلمة .

أما عن الإلتزام بفكر منهجي واحد . كما أفهم من سؤالك . فأنت تعلم رأي في ذلك . وهذا أيضاً من وجهة نظري البسيطة . أن هذا قد يؤثر في أفكاري بشكل او بآخر نحو أهداف هذا الهيكل والمنهج ، وقد تكون غير صحيحة بالشكل الكافي الذي يعطيني الفرصة علي تحقيق ما أود أن افعله .


سـ :من وجهة نظرك متى يفقد الإنسان معنى الإنسانية ؟

أنا أعتقد بمنتهي الأمانة أن الغافل عن منهج رب العالمين فاقد لكل معاني الإنسانية . وإن عاشها بكل جوانبها .

الإسلام دين عظيم ... دين يعطي للعقل حقه . وللأخلاق حقوقها .. وللإنسان كل حقوقه التي لم ولن يجدها في مناهج أخري غيره ..

ومتي أهمل المرء منا هذه القيمة العظيمة . حينها لن يشعر بمعني الإنسانية . سواء في نفسه . أو مع من يخالطونه



سـ : ما هي الصفات التي تكون في شخص يمكنك أن تحترمه بشدة ؟

يمكننا ان أحترم شخص . لكن لكي احترمه بشدة فهذه أمر آخر

فينبغي أن يكون تقياً مع الله مراقباً له قريباً منه . مترجماً هذا في طريقة تعامله مع الآخر

يحترم نفسه قبل ان يحترم غيره

حسن الخلق لين الكلام طلق الوجه

متواضعاً غير متكبراً ولا فخوراً

يتعامل مع الصغير كما يتعامل مع الكبير

ويحترمني !!



سـ : ما هو تعريف الغرور بالنسبة إليك ؟

الغرور صفة أقل ما يقال عنها أنها صفة بشعة جداً ومقيتة بل وحقيرة . وتجلب كل كره وبغض من يخالطوا الشخص المغرور

والغرور هو الكبر والبطر وتقليل قدر الناس والتفاخر عليهم بجاه أو مال أو سلطان . أو بعض علم .

والمغرور بالطبيعة متكبر . والمتكبرون يحشرون يوم القيامة كأمثال الذر (مثل النمل) يطأهم الناس من فرط هوانهم علي الله . أو كما قال الحبيب .



سـ : ما تعريف الاهانة في قاموسك ومتي تعتبر نفسك مهان ؟ وما هو ردك علي تلك الاهانة . مع ذكر موقف قد اهنت فيه جدا ولم تنساه ؟


تعريف الإهانة في قاموسي هي تجاوز حدود الأدب والأخلاق والحدود التي تفصل بين ذلك والوقاحة .. وأعتبر نفسي مهان إن تم هذا التجاوز معي أو شعرت بالتجاهل (المتعمد) من شخص احترمه كثيراً وأقدره . أو تم التطاول بالطريقة المعروفة ..

وردي علي تلك الاهانة . في كثيراً من الاحيان يكون مبدأ العفو هو المسيطر علي غالباً . فالعفو ليس كما يعتقد البعض هو منطق الضعفاء . فأنا أقصد العفو مع القدرة وليس مع قلة الحيلة . فكما قال رسول الله : من كظم غيظه وهو قادر علي أن ينفذه دعاه الله علي رؤؤس الخلائق يوم القيامة ليختار من الحور العين أيما شاء .. ومقابلة السيئة لا تكون بسيئة مثلها . وكم من سيئة قوبلت بالحسني فكأن التأثير عكسي في الطرف الآخر وكان درساً أبلغ من توبيخ له

أما عن ذكر موقفاً معيناً . فلا أتذكر علي الحقيقة ..



سـ : ما هو الحب من وجه نظرك ؟

الحب هو وقود الحياة إن صح التعبير . فمن لا يحب لا يشعر ومن لا يشعر كمن هو ميت . ومن ذاق حلاوة الإيمان ومعني حب الله ورسوله سهل عليه بعد ذلك أن يعرف قيمة حب وبر الوالدين . وحب الزوجة . وحب الأشقاء والإخوة في الله . فالحب في الله هو أسمي معاني واهداف الإسلام .



سـ : ما هي السعادة ؟ مع ذكر موقف كنت فيه في قمة السعادة ؟


السعادة الحقيقة هي العيش علي هدف طاعة ورضا الله ورسوله . فالسعيد هو من وقفه الله لذلك . وإن لاقي ما لاقي وإن واجه ما واجه فإنه لن يتضجر أو يشكو . فكثيراً منا عندما يري أشخاص أعطاهم الله المال الكثير والجاه وما إلي ذلك يقول هؤلاء هم الذين يعيشون حقاً . والحقيقة والتي اكاد أجزم عليها ... أن السائر علي منهج رب العالمين هو السعيد علي الحقيقة وهو الذي يعرف كيف يعيش حياته علي الحقيقة .

أما المواقف التي شعرت فيها بالسعادة فهي كثيرة جداً جداً .

فالدعوة إلي الله تبعث السعادة في القلب ، والصدقة تبعث السعادة يمكن في نفس المتصدق نفسه بأكثر مما تبعثها في قلب المتصدق عليه .. والتعاون في الله والحب فيه هو من أكبر البواعث علي السعادة والسرور .



سـ : "يقولون عجائب الدنيا السبعة "اكتب سبع عجائب للدنيا من وجهة نظرك أنت ؟


1- الكفر بالله . عجيبة من العجائب. ولكني لا أستنكرها لأنها سنة الله في كونه .


2- أن الدنيا رغم كل حقارتها إلا أننا مازلنا متعلقين بها .

3- قلب الحقائق ، وأن يصبح الحلال حراماً بمنتهي السهولة في عصرنا الحالي .

4 - أن ينسي المسلمون أنهم أصحاب أعظم حضارة نشات في التاريخ ويبتغوا العزة في من دونهم

5- أن نجد من يحسب نفسه علي خير ويدافع عن الباطل وكأنه الحق . ويُضل ويضلُ وهو يحسب
أنه يحسن صنعاً

6- أن تجد أن السائرين علي منهج رب العالمين مستضفين . والمضلين هم الممكنين .

7- أن يسترني الله ولا يفضحني رغم كل ذنوبي وتفريطي في حقه تعالي

إنتهت الأسئلة العامة ..... وإن شاء الله لاحقاً سأبدأ في وضع الأسئلة التي تناولت بعض من الجوانب الشخصية

ليست هناك تعليقات:

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...