السبت، يوليو 7

1 حوارات من القلب

بســــــم الله الرحمن الرحيــــــم


من المحبب للنفس . كما أكتشف مؤخراً أن تدخل في حوار هادف له قيمة . وأن تكون هي محور هذا الحوار ومداره
فالحوارات النافعة دائما ما تنمي لدي النفس القدرة علي تعميق الإجابات (دون تكلف) والذي من شانه خروج المنافع التي قد تكون كامنة او معطلة في المخ البشري
والحوار الذي أحببت أن أضعه هنا في المدونة . هو حوار قد أجري معي في الفترة من شعبان إلي رمضان لعام 1427هـ- 2006مـ في أحد المنتديات التي أقوم بالإشراف علي القسم الديني بها .. وكان حواراً له معزة كبيرة جداً بداخلي
لانه اظهر جوانب كبيرة جداً من شخصية أحمد الإنسان وليس المهــ إلي الله ــاجر وحسب
وقد أنتفعت جداً به رغم اني كنت المجيب علي أسئلته كلها إلا انها اخرجت أشياء طيبة من قلبي وعقلي
وأنني لأشكر كل الذي قاموا بطرح هذه الأسئلة المحببة إلي قلبي
وأحب أن انوه أن كل ما هو مكتوب ضمن تلك الردود هي نتاج رؤي شخصية قد تكون قاصرة أو ضيقة أو خاطئة وليست حجة علي أحد غيري

أولا : الأسئلة العامة

سـ : ما هو مؤشر شعورك برضا رب العالمين عليك ؟؟


التوفيق هو أحد المؤشرات الرئيسية التي تظهر مدي رضا الله علي العبد . فكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (الموفق من وفقه الله ) وأنا اقصد بالتوفيق هنا هو الشعور بطعم العبادة وقدرها . ومعرفة حق الله ومراعاة نظرته للعبد في السر والعلن . ويكفي الشعور بحلم الله كي يعلم العبد منا أنه يستره رغم معصيته . وكما قال زين العابدين بن الحسن بن علي

مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَني * وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي

فرضا الوالدين هو من توفيق الله علي والحمد لله . وحب اشقائي لي كذلك ، وحب الناس منة ومنحة كبيرة يعطيها الله للعبد . وأنا احياناً كثيرة أشعر بتلك المنة واحياناً لا أشعر بها وقد يكون هذا مؤشراً .

ومن توفيق الله أن يكره لي بعض المعاصي ويبغضها إلي قلبي بعد أن كانت مثلا معتادة لي . فيجعلني انفر منها بشدة . ويدخل في قلبي حب الطاعات والهمة للزيادة فيها .. وكل هذا مؤشراً لرضا الله

أما عندما يحدث عكس ذلك . وكثيراً ما يحدث . فإنه يكون مؤشراً ودلالة علي عدم رضا رب العالمين عني

وأحب أن أشير لنقطة هامة . وهي أن المعصية تورث الوهن في القلب . وإنني حين اقع في معصية وكلنا ذو اخطاء . أشعر بأني لا استطيع أن أتعامل مع الله أو مع الناس بالطريقة التي تعودت عليها .. وهذا من علامات سخط الله علي . وكما قال أحد السلف أنه عندما كان يرتكب الذنب كان يشعر به في خلق دابته وإمرأته ..



سـ : شعور أي مؤمن بالتقصير أمر طبيعي .. لكن كيفية التغلب عليه .. و السيطرة .. و توجيه الشعور كدافع لبذل طاقة أكبر في فعل الخير .. أمر صعب و مش سهل .. ( انت بتتعامل مع الشعور ده إزاي ) ؟

أمر صعب جداً جدا . لان الإنسان بطبعه لا يحب التقيد . وكما حدث مع حنظلة صاحب رسول الله عندما مر بأبي بكر وهو يبكي فقال مالك يا حنظلة قال نافق حنظلة يا أبا بكر نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين فإذا رجعنا إلى الأزواج والضيعة نسينا كثيرا قال فوالله إنا لكذلك انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما لك يا حنظلة قال نافق حنظلة يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي عين فإذا رجعنا عافسنا الأزواج والضيعة ونسينا كثيرا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تدومون على الحال الذي تقومون بها من عندي لصافحتكم الملائكة في مجالسكم وفي طرقكم وعلى فرشكم ولكن يا حنظلة ساعة وساعة وساعة وساعة

فعقيدتنا نحن أهل السنة والجماعة بأن الإيمان يزيد وينقص . فالقصد من ساعة وساعة . أي أن الإنسان منا قد يكون علي عبادة متصلة ووقت آخر يكون في أشياء من المباحات العادية كالجلوس مع الأهل أو الزوجة أو الحوارات بين الأصدقاء فيما هو نافع . وما شابه

لكن التقصير هو شعور طبيعي . بل وظاهرة صحية لكل عبد مؤمن يحرص علي طاعة ربه . فإنك قد تجدي ان الطالب المجتهد يوم الإمتحان هو اكثر الخائفين والمذعورين . رغم أنه ذاكر بجد وتعب وألم بالمنهج إلماماً كبيراً .. والمفترض أن يجزع الطالب المستهتر الذي لم يذاكر . ولكن تجدي العكس أن الطالب المستهتر لا يهمه الموضوع من اساسه وكأن الأمر لا يعنيه .. وهكذا شأن المسلم كشأن الطالب الأول . يري أعماله وكأنها لا تري بالعين المجردة .

أما عن التقصير الناتج عن إفتقار حقيقي في العمل . يعني الإحساس فقط بالتقصير دون العمل علي إزالة هذا الشعور فهذه هي المشكلة ..

ولعلاج هذا الأمر ينبغي علي المسلم منا دائماً ان يتعهد أعماله وينظر لها بعين الإنتقاد لا بعين التقدير والإفتخار حتي لا يعجب بها فيهوي معها إلي أسفل سافلين

لذا فإن تعاملي الشخصي لهذا الأمر الخطير ينتج من منطلق تدريب نفسي علي إستيعاب (وقع الكلمات) وإسترجاعها مرة أخري للعمل بها وحث النفس علي البذل والعمل من أجل الله

وأنا أعتمد علي سماع بعض مرققات القلوب من محاضرات لبعض المشايخ أو قراءة لبعض كتب العلامة إبن القيم لإعداة شحن قلبي مرة أخري وتزويد الشعور بالعبادة واللذة بها . وتنمية مفاهيم البذل والعطاء لله والإخلاص له والسعي لإرضائه عن طريق زيادة الأعمال الصالحات ومساعدة غيرى من المسلمين ..

سـ : "أرى أنه من الصعب أن يرى الإنسان عيوبه"
كيف يستطيع أن يرى المرء عيوبه ؟

عندما يكون واقعيا مع نفسه

ما هو حال من يرى عيوب نفسه ويتجاهلها ؟

كحال الذي يقود سيارة متجهة نحو حافة الجبل ولا يحاول توقيفها



" سـ : " تفتكر الشباب إللي أخدتهم الدنيا و في نفس الوقت مقومات الصلاح فيهم قوية .. ايه إللي ناقصهم على الهداية ؟؟ مع العلم ( أنك لن تهدي من أحببت

أعتقد أن كل إنسان منا لديه مقومات الخير والشر . ولكن منا من يغلبه شره علي خيره . ومنا من يقتل خيره أساساً بشره . ومنا من يغلبه خيره علي شره ، ومنا من يتساوي الأمر معه .. وأنا دائماً مؤمنا بأنه لا يوجد مسلم علي وجه الأرض ليس فيه أمل .. فالخير في أمة محمد .. ولكن احياناً يغيب عن أعيننا الطريق رغم أنه امامنا طول الوقت ... وكما قلت من قبل قول الحبيب الموفق من وفقه الله

ولكن

الله سبحانه وتعالي إشترط شرطاً علي عباده ... اشترط أن ينبع التغيير من الداخل . فهو القائل


إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ


يعني أن الله لا يريد ظلماً للعالمين . فالله يريد أن يتوب علينا . ولكن يريد الذين يتبعون الشهوات أن نميل ميلاً عظيماً . كما قال رب العزة


وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيما


فالذي يعيش من أجل نفسه فقط .. من اجل شهواته و مرحه وأوقاته .. وفقط ونسي أنه عبد لله . فنسي أو ضيع ما خلق من اجله فهذا ضيع علي نفسه الحياة الحقيقة . وعاش حياة زائفة لا معني ولا قيمة لها .. فأنا أحس بتلك الآية جدا

ً
أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا


فالبعيد عن منهج الله هو إنسان ميت . أو لنقل لم يحيا الحياة الحقيقة ولكني لا انسي أنني عشت حياتي ومررت بمراحل عدة . من بعد وقرب إلي الله . واسأل الله الثبات لنا جميعاً ولا انسي تلك الآية

كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرا


ً
فالشباب الآن في تحديات رهيبة . ما بين الشهوة وما بين الشبهة وما بين متع الحياة الزائلة وأعترف أن هذا الامر صعب جداً وخصوصاً في عصرنا هذاً


ولا يغرك أن هناك منا من له مظهر التقي أو المؤمن . فكلنا أصحاب ذنوب . والمعاصي والشيطان لا يتركوا منا أحد إلا من رحم ربي .. لذا فإن ما ينقص كل فرد منا لتنمية مهاراته الإيمانية . هو أن يعطي لنفسه الفرصة للنظر في شريط حياته الذي مر . ماذا فعل . وماذا يريد أن يفعل . وهل هذا يرضي الله ورسوله . أو لو كان رسول الله يحيا بيننا الآن ورأه أكان يعجبه ذلك ؟


مشكلتنا أننا ننظر لحكم الشرع بعد أن نقوم بالعمل نفسه لا قبل العمل . يعني يأتي الفرد منا يسأل بعد ان فعل شيئاً ما . هل هذا حلال أم حرام


وددت ان اقوله أنه ينبغي لوقفة حاسمة . وحداً فاصلاً ياتري أكمل ولا أقف ؟


وهناك منهج رباني رائع . لو مشينا عليه لارتحنا كثيراً . وهو


قل إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم


ٌ
فشبابنا فيه الخير والحمد لله ولكن يحتاج لهذه الوقفة فقط .. والهداية بيد الله


فالهداية نوعان .. هداية إرشاد وهداية توفيق .. يعني الفرد منا يحتاج لمن يرشده ويدله علي الطريق الصحيح ويأخذ بيده برحمة ورفق . هذه هي الهداية التي قد يتدخل فيها الإنسان منا أما هداية التوفيق فهي التي بيد الله فقط


ووالله الذي لا إله إلا هو .. ما من عبد فينا تمني من الله في لحظة صدق أن يتوب عليه ويغفر له . حتي وإن إستمر علي ذنبه ونسي هو تلك اللحظة فإن الله لا ينسي قط . وسيذكره الله بها ويمن عليه بعفوه بسببها إن شاء الله


منح الإسلام إلي العبد المسلم مزايا عن غيره من باقى العباد" ماهى أهم أو أفضل خمس مزايا بالنسبة لك ؟


1-الإيمان 2- مزية الصلاة 3- مزية قراءة القرآن 4- مزية الحب في الله 5- مزية العمل الصالح


وللحوار بقية إن شاء الله

هناك 5 تعليقات:

عصفور المدينة يقول...

جزاك الله خيرا الحوار طويل جدا واحتمال أن يقرأه الآخرون ضعيف
طبعا أنا قرأته
أنصح حضرتك إما تختصره وإما كل سؤال يكون تدوينة لحاله

جزاك الله خيرا آراءك متزنة جدا
أحسن الله إليك
طبيعة المدونات أن تكون قصيرة عرفت من ناس كثيرين أنهم لايقرؤون التدوينات الطويلة

كرم مسلم يقول...

السلام عليكم

عليك الأخذ بنصيحة الأخ عصفور المدينة

أنا كنت فى الأول بعمل كده بس الحقيقة رئيت
أن خير الكلامما قل ودل
وجزاك الله خيرا

Rehab Saber يقول...

قيم جدا تبارك الله

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

جزاكم الله خيراً علي مروركم الطيب

أخي الحبيب عصفور المدينة : جزاك الله خيراً علي النصحية الطيبة وليدك كل الحق فأنا شخصياً قليلاً ما أقرأ موضوعاً بهذا الطول!! ولكني اعتقدت أن الحوار ينبغي أن يوضع كله في مكان واحد . لكني سأعمل بنصيحتك إن شاء الله فجزاك الله خيراص عليها

أخي كرم مسلم : نورت المدونة وجزاك الله خيرا علي المرور الطيب

الأخ أرابين جيرل :جزاك الله خيرا علي تعليقك الجميل وأسال الله أن ينفعنا جميعاً بهذا الحوار الهادف


جزاكم الله خيراً جميعاً علي مروركم الذي أسعدني

غير معرف يقول...

تنسيق كليات و معاهد الهندسة الخاصة 2013
كليات الهندسة الخاصة فى مصر بالمصاريف 2013
اسعار كليات و معاهد الهندسة الخاصة 2013
مصروفات الدراسة بالكليات و المعاهد الخاصة 2013
صور بيجامات صيفي حريمي 2013
صور فساتين زفاف للمحجبات 2013
صور فساتين زفاف 2013
صور فساتين سواريه 2013 , صور فساتين سهرة 2013
فساتين سواريه للمحجبات 2013 , فساتين سهرة للمحجبات 2013
صور كلاب 2013 , صور كلاب مفترسة 2013 , كلاب بوليسي 2013
مصروفات المعهد العالي للهندسة و التكنولوجيا بالبحيرة 2013
مصروفات المعهد العالي للهندسة و التكنولوجيا بدمياط الجديدة 2013
مصروفات معهد الدلتا العالي للهندسة و التكنولوجيا بالمنصورة 2013
مصروفات المعهد العالي للهندسة و التكنولوجيا بطموه الجيزة 2013
مصروفات معهد الاهرام العالي للهندسة و التكنولوجيا 2013
وصفات طبيعية لتبييض البشرة

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...