السبت، يوليو 21

ما أصابك لم يكن ليخطئك

بــســمـ الله الرحمــــن الرحيــــــمـ


في معترك الحياة نقابل مواقف شتي ونمر بامور عديدة .. احياناً نحسب ان الامر الفلاني كان أفضل لنا من غيره ، وأن غيره كان افضل لنا من سابقه .. ونظل علي هذا الحال ونحن نعتقد أن الامور تمشي هكذا أحياناً بدون ضابط يضبطها أو معيار يحددها

وقد يعول بعضناً احياناً سير الأمور حسب قدراته أو مدي إستطاعته علي القيام بالأعمال المختلفة دون إرجاع الامور لمراجعها الطبيعية من توفيق الله له وتقديره لهذه الأمور والأعمال بكل نتائجها

ولقد سألت اختنا الفاضلة (المجاهدة) في تعليقها علي التدوينة الاخير (هكذا علمنا رسول الله ) عن معني الحديث (واعلم أن ما اصابك لم يكن ليخطئك وأن ما اخطئك لم يكن ليصيبك) .... والحقيقة أن هذا الجزء من الحديث لهو منهج اصيل ومعتقد راسخ في ركن اساسي من اركان الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره

وقد روي في الحديث


لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه . ‌


وهي وصية نفيسة جداً مفادها أن أن ما يصيب الإنسان في هذه الدنيا من خير أو شر فهو بتقدير الله تعالى، وأن ما قضاه الله سبحانه على العبد فهو نافذ وواقع به لا محالة لا يستطيع أحد رده ولا دفعه، ولا يمكن أن يصيب غيره فيخطئه، بل يصيبه هو لأنَّ الله هو الذي قدَّر أن يقع به لا بغيره.

وهذا التوجيه النبوي العظيم إنما يرسخ في قلوبنا مغزي الإيمان بالقدر وكيف أن كل شيء في هذا الدنيا إنما مخلوق بتقدير من الخالق عز وجل فهو القائل


إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ


ولقد ورد التوجيه النبوي المتعلق بترسيخ معني الإيمان بالقدر في أكثر من حديث ولا سيما ان اشهرها كان حديث جبريل المشهور والذي جاء ليسأل النبي عن الإسلام والإيمان والإحسان .. وكانت إجابة النبي عندما سأله جبريل عن الإيمان أن قال : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره

وقد قال رسول الله في حديث آخر


المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجز و إن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا و كذا و لكن قل : قدر الله و ما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان

وهي إشارة أن يكل المؤمن منا كل أمره إلي الله وإلي مشيئته فهو وحده القادر علي كل شيء وهو وحده المتحكم في مقاليد الأمور ولا أحد يمكنه منع ضر أو منح خير

وقد روي عن بعض الصحابة مثل أبي بن كعب وزيد بن ثابت وحذيفة وابن مسعود قولهم :


لو أن الله عذب أهل سماواته و أهل أرضه لعذبهم و هو غير ظالم لهم و لو رحمهم لكانت رحمته لهم خير من أعمالهم و لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك و لو مت على غير هذا لدخلت النار . ‌


لذا ... فإن من فقد غالي أو لم ينل ما كان يريد أو يعتقده خيراً له فلا يحزن .. ومن جاءه الخير علي غير ما كان يحسب فلا يبالغ في الفرح .. فالخير والشر مقدور عليه ومحسوب .. وكل الأمور لها مقاييس وترتيب عند رب العالمين فهو القائل


مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ


والله الذي لا إله غيره .. لو رسخت في قلوبنا هذه المعاني الطيبة لارتحنا كثيراً ولأدركنا أن كل ما نستطيع فعله هو الاخذ بالاسباب مع تعلق القلب بخالق الاسباب وهو تمام التوكل علي الله وأن نكل التقدير له لان ما أصابنا من الخير او الشر أو الطاعة أو المعصية او غير ذلك لم يكن ليخطئنا ليصيب غيرنا فهو مقدر علينا .. وما اخطئنا من شر أو مصيبة او حادثة أو حتي خير لم يكن ليصيبنا لأن الله لم يقدره علنينا ، فلقد قدر الله وما شاء فعل

هناك 18 تعليقًا:

غير معرف يقول...

الأخ الفاضل الكريم : مهاجر إلى الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على ما سطرته أناملك من كلمات طيبة مباركة
تشرح الصدور

بارك الله فيك وأعزك

أخوك
محمد

عصفور المدينة يقول...

جزاك الله خيرا
فعلا أرى في كل مسائل العقيدة جانبا لعلاج الأمراض والعلل النفسية والراحة القلبية في الدنيا قبل الآخرة

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

السلام عليكم

الأخ الفاضل أ/ محمد الجرايحي : جزاك الله خيراً علي كلماتك الطيبة وتشضريفك الطيب للمدونة وأسأل الله ان ينفعنا جميعا بها

الحبيب عصفور المدينة : جزاك الله خيراً .. والله إني لأري العلاج في كل جانب من جوانب هذا الدين العظيم



جزاكم الله خيراً

المجاهدة يقول...

جزاك الله خيراً كثيرأً بجد :)
بوست مليئ بالقيم و معلومات نافعة و مفيدة جدا جدا
و فعلاً كنت محتاجة الكلمات دي دلوقتي


جزاك الله خيراً على دماثة خلقك على الرد على السؤال بالتفصيل بالطريقة دي:)
ربنا يتقبل منك اخي الفاضل و يكرمك بكل خير و يجعله في ميزان حسناتك :)

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

الأخت المجاهدة

جزاك الله خيراً علي ردك الطيب وأسال الله ان يوفقنا للدعوة إليه ولنقل سنته

الباحث عن الحقيقة يقول...

جزاك الله خيرا

المدونة بها موضوعات رائعه وقيمة فعلا

ربنا يوفقك

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

جزاك الله خيراً اخي الباحث علي الحقيقة .. شرفني مرورك

BinO يقول...

أخي المهاجر
بارك الله لك
وجزاكم الله خيراً
الأية بها كل الحلول لنرتاح

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

جزاك الله خيراً اخي الحبيب بينو لمرورك الطيب

غير معرف يقول...

اذا الله قدر لنا ان نفعل هذا فلماذا نحاسب على شئ قدره الله علينا احتجاج آدم وموسى عليهما السلام‏
قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي قال:

« حاجَّ موسى آدم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم.

قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني.
الرجاء توضيح هذي المسأله

غير معرف يقول...

بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أسرف المرسلين وآله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين
اعلم أن القضاء والقدر لا يستقيم أن نؤمن بهما إلا بالإيمان الجازم كما هو الحال في الأمور الإيمانية كلها, وأنظر على سبيل المثال الإحسان الذي هو أعلى مراتب الإيمان فإنه لا يدع شيئا من الأمور التعبدية إلا ويطاله ويلابسه بقدر إيمان العبد وإخلاصه, إذ معنى الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وانظر - يا رعاك الله – كيف عبادة الصيام مثلا لا يمكن أن تؤديها إلا وأنت تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك, لأنك قد تختفي في مكانٍ تأكل أو لتشرب ولا يراك أحد من الناس, ولذلك ورد في صحيح البخاري " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" وفي رواية " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
ولكن بعض الناس – هداهم الله - يعمل العبادات كأنها عادات بلا إيمان ولا احتساب , وهذا شائع في المجتمعات – للأسف - بكثرة.
فالإيمان بالقضاء والقدر يُقوم سلوك المرء وأخلاقه كالصبر وحسن المعاملة مع الآخرين والتواضع وترك الكبر والفخر على الناس والشكر لله في حالة السراء والضراء
ففي صحيح مسلم " عجبا لأمر المؤمن فإنه أمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكانت خيرات له وإن أصابته ضراء صبر فكانت خيرا له وليس ذلك لأحد إلا المؤمن " أو كما قال
أما الكافر فتجده إذا أصابته ضراء يُكثر اللوم والقلق والتبرم من المعيشة وقد ينتحر, وقد يخدع نفسه بالمخدرات, وقد يحمله ذلك بأن يرتكب جرائم...إلخ.
وإذا أصابته سراء بطر وعاث في الأرض فسادا بينما تجد المؤمن إذا أصابته سراء صابرا رحب الصدر منشرح البال أوَّابا إلى ربه راضيا شاكرا لربه في كل أحواله وإن أصابته سراء أيَّا كانت شكر وتجده يدخل أمواله في المشاريع الخيرية وبما يعود له وللمجتمع من الخير العظيم.
وهكذا يُقوِّم القضاء والقدر قوة تعلقك بالله وأمور توحيدك وعقيدتك كحسن التوكل والاستعانة بالله وقوة رجاءك بالله وحده وخوفك منه وحده بل ويزيد الإيمان ويقويه كما قال تعالى { ومن يؤمن بالله يهد قلبه } [ التغابن : ]
قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى
وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال :"
إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة . الترمذي : الزهد (2396) , وابن ماجه : الفتن (4031).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط حسنه الترمذي. الترمذي : الزهد (2396).
وكل هذا ما يحمل المؤمن أن يرضى عن قضاء ربه ويزيد له إيمانا وهدى في قلبه ويريحه عن متاعب القلق ويبلغه درجة اليقين الجازمة حتى يعتقد في قرارة فلبه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
ولا جرم أن تجد المؤمن في هذه الحياة في غاية الانسجام والطمأنينة والوقار لأنه لا يفرح بطرا بملأ فيه لخير وجده كما لا يحزن لشيء فاته قال تعالى { ما أصاب
وهكذا كانت طبيعة الصحابة في الحروب إذ قال الشاعر:
ليسوا مفاريح إذا نالت رما *** حهموا وليسوا مجازيع إذا نيلوا
كيف يتعامل المرء في المقدور
1- الاستسلام مع الرضاء في السراء والضراء وهو ما ينجيك من متاعب القلق والتبرم والجنون
2- شكر الله في كل الأحوال لا سيما عند المصيبة فإن الله يرزقك بيتا في الجنة يقال له: بيت الحمد
3- أن تفرح بما يرزقك الله لك إذا صبرت من الأجر بدون حساب كما قال تعالى { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [ الزمر: ]
4- أن تقول عند المصيبة { إنا لله وإنا إليه راجعون } فيرزقك الله الصلوات , والرحمة , الهداية كما قال تعالى { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } [ البقرة: ]
5- ما يُمنع المؤمن في المقدور
6- 1- الندم على ما فات بل عليه أن يقول كما ورد في الحديث " قدر الله ما شاء وما شاء فعل" فإن النادم الذي يقول كان ينبغي كذا وكذا كالمعترض على أمر ربه وهو هلاك محقق. ولكن الندم على فعل الطاعات والاجتناب عن المنكرات وحصول الشهادة والالتقاء برسول الله لشدة شوقه وحبه له فلا بأس
2- أن يظن أن الذي يُحلل أموره غير الله , بل الله وحده هو مدبر الأمور وله الأمر كله قال تعالى { ألا له الخلق والأمر } [ الأعراف: ]
3- أن يظن أن الأسباب هي الفاعل الوحيد في شفائه أو نجاحه أو غير ذلك فينسى مسبب الأسباب

غير معرف يقول...

قال السائل: ..
إذا الله قدر لنا ان نفعل هذا فلماذا نحاسب على شيء قدره الله علينا احتجاج آدم وموسى عليهما السلام‏
قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي قال:
« حاجَّ موسى آدم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم. قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني.
الرجاء توضيح هذه المسألة.
قلت : هذا السؤال قد سأل بعض الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بغير هذه الطريقة فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم " اعملوا فكل ميسر لما خلق" وقد قال تعالى { قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا } [ الإسراء: ٍ
وقال تعالى { إن سعيكم لشتى * فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } [ والليل: ]
إذا هذا هو التيسير فإذا قلت مثلا لماذا لم يوفق الله فلان كذا وكذا قلنا قال الله تعالى {فعال لما يريد} وكأنك تعقب حكم الله في عباده وقد قال تعالى { لا معقب لحكمه }
فإن ظننت أن هذا ظلم قلت لك: بل هو عدل, والظلم التصرف بغير ملكك, وكل من تصرف في ملكه غير ظالم والله سبحانه وتعالى حرم على نفسه الظلم فكيف يظلم؟! وقد قال تعالى { إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} وفي الحديث القدسي " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا"
فقدر الله على أربعة أقسام
1- كتابته في اللوح المحفوظ
2- علمه سبحانه وتعالى بما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ولذلك قال الله عن أهل النار { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون }[ الأنعام: ]
3- خلقه سبحانه وتعالى
4- إرادته: ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وسبحان أن يكون في ملكه ما لا يشاء أو يشاء فلا يكون
فهذه الأمور الأربعة المجتمعة تقع على مقدور الله, وكلها أيضا متضمنة العدل والحكمة والحسن والجمال, وتناسب صفاته المثلى وأسماءه الحسنى, ولا ينفي ما علمه الله مسبقا وأراده وكتبه إذا أوجده أن تتضمن ما وصفته لك آنفا, ولما لعن وغضب الله على إبليس علمه وأراده وكتبه وأوجده وهكذا لما عصى آدم وأكل الشجرة فتاب إلى الله وقبل توبته وأهبط إبليس وآدم وحوى من الجنة.
والإرادة قسمان كونية وشرعية, فالإرادة الكونية لا تستلزم رضا الله ومحبته لذلك لا يرضى عن الكفر وقد قال تعالى { ولا يرضى لعباده الكفر} [ الزمر: ]
أما الإرادة الشرعية فيلزم منها الرضا والمحبة لذلك لا يحاسب الله من وُلد كافرا أومات صغيرا أو فقد عقله قبل سن الرشد والله يتولى أمرهم والعلم عند الله.
لذلك يجب أن تفهم أيضا أن الله أرسل لك رسولا وأنزل إليك كتابا وركبك هذا العقل وأعطاك الاختيار لعدالته وأن يقطع حجتك أمام الله , فكيف تقتحم على المعاصي ثم تريد أن تفلت من عدالة الله, والله, هذا هو الظلم والجهل بعينه, أضف إلى ذلك أنك لا تقول أجلس في بيتي لأنتظر ما كتبه الله علي من الرزق بل تجري وتركض لتُحصِّل أرزاقك فكيف إذا فعلت هذا بمقدور الرزق لا تفعل بمقدور العبادة, ثم كيف علمت أن الله قد كتب عليك الحرام والكفر إلا أنك تحتج بالباطل والدجل والكذب كما كان أهل الجاهلية يحتجون بمثل هذه الحجج الواهية قال تعالى { وقالوا لو شاء الله ما أشركنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون * قل فلله الحجة البالغة فلو شاء الله لهداكم أجمعين } [الأنعام : ] وفي سورة النحل آية بمثل هذا المعنى.
أما احتجاجك بحديث الذي فيه " فحج آدم موسى" فهو يتحدث على أمر قد مضى وولى , لذلك لا يجوز لأحد أن يعتب على أحد بذنب قد مضى وتاب منه , فإن احتج المعتاب عليه بالقدر فهو حجيجه كما يُفهم من الحديث , ولكن لا يُفهم منه أبدا الاحتجاج على الاستمرار بالذنوب أو إرادة ارتكاب الذنوب في المستقبل والله أعلم.

غير معرف يقول...

من الأسباب التي تنجيك من الحيرة في معرفة أسرار القدر
1- كن عبدا خالصا لله لا يتكبر ولا يجادل كإبليس
2- أسنِد العلم لله وحده لتنجوا كما أسندت الملائكة لله وحده وقالت { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} [ البقرة: ]
3- الملك لا يسأل في إدارة شؤونه فكيف تسأل ملك الأكوان, كما يبعد أن يتدخل العبد في شؤون سيده فكيف بملك الأكوان خالق السموات والأرض قال تعالى { لا معقب لحكمه } وقال تعالى { ولا يخاف عقباها }
4- مشيئة الله أرادت أن لا يهتدي جميع الناس بل حلف الله بأن يملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين وما على العبد إلا التشاغل بالعبادة كما قال تعالى { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } إلى قوله تعالى { تتجافى جنوبهم } ولذلك تلاحظ في هذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى بعدما بين لنا هذه الحقيقة يوجه عباده بما يجب عليهم وهو عبادة الله وحده
5- لا تفكر في صفات الله لكونك لا تستطيع أن تحيط بذاته علما فكيف تحيط في صفاته علما وقد قال تعالى { ولا يحيطون به علما } [ البقرة: ] وقال تعالى { ويحذركم الله نفسه} [ آل عمران: ]
6- اعلم حكمة الله البالغة وحجته الدامغة وعدالته العظيمة في هذا الكون إذ ركبك بهذا العقل وأعطاك الاختيار وأنزل لك الكتب فلا تدخل فيما لا علم لك به من الغيب
7- اعلم أن أهل السنة والجماعة هم الناجون في إيمانهم بالقدر بصورة كاملة أما سائر الفرق فانقسموا إلى قدرية مجوسية وقدرية إبليسية وقدرية شركية, فالقدرية الإبليسية تدخلوا في حكمة الله في قدره والقدرية المجوسية أنكروا أن الله خلق أفعال العباد والقدرية الشركية اعترضوا بمشيئة الله واحتجوا بها على رد أوامره ونواهيه، ورد دينه وشرعه، وتكذيب أنبيائه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.


8- لا تسأل أبداً بأدوات الاستفهام " لماذا,كيف" خصوصا في صفات أسماء الله وصفاته لأنهما يوردانك موارد المبتدعة والكفرة, وكن عبدا مستسلما لله وحده الملك الفعال لما يريد وقد قال تعالى { لله ملك السموات والأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير} [ المائدة: ] وقال تعالى { وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما * يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما } [ الإنسان: ]
فأثبت الله سبحانه أن لا مشيئة للعباد إلا بعد مشيئته كما أثبت أنه يدخل من يشاء في رحمته مع أنه سبحانه أسند الظلم للثقلين وتوضيح هذا بين وهو أنه أعطى الثقلين العقل وأرسل لهم رسلا وأنزل لهم كتبا وأعطاهم الاختيار فهذا عدالته وظلم العباد وانظر أيضا رقم 9
9- إذا قلت لقد علم الله مسبقا الكافر والمؤمن فماذا يفيد العقل والاختيار وإنزال الكتب والرسل قلنا لك : لا ينفي علم الله الأزلي في الأمور عدالته كما ظننت لأنه إنما أراد الاختبار وله المشيئة المطلقة في أن يختبر وله علم المطلق والحكمة المطلقة وإنما نحن عباد ضعفاء محدودوا العقول, - والآيات في أن الله خلق الخلق للابتلاء كثيرة جدا في القرآن- فليس بإمكانك مثلا أن تقول لماذا اختبرنا نحن الثقلين ولم يختبر الملائكة لأن الله سبحانه له المشيئة المطلقة في إدارة مخلوقاته كيف يشاء وبما يشاء وقد قال تعالى { لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون} [ الأنبياء: ]
وأعطيك مثالا في المخلوقات – ولله المثل الأعلى – هب أن مديرا في مدرسة أراد أن يختبر طلابه أيهم أحسن أخلاقا مع علمه المسبق المشاغبين وغيرهم ووعد لمن يفوز في الاختبار جائزة قيمة ولمن يرسب عقاب مؤلم.
فهل نقدر أن نقول مثلا لم يعدل المدير في هذا وقد علم أن فيهم مشاغبين ؟ الجواب لا وألف كلا بل عدل لهم ولم ينف علمه المسبق عدالته في المستقبل,
10- فإذا قلت لماذا اختبرهم ؟ اعتبرت فضولياً وظالماً يتدخل في شئون الغير , أليس كذلك؟
11- فلماذا – ولله المثل الأعلى- تتدخل في شئون الخالق خالقك وخالق السموات والأرض وتكون في حقه فضوليا وظالما؟!!
وبالله التوفيق

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

جزاك الله خيرا اخي الحيب الغي معرف علي إثرائك القيم للمقال وحسبك ان الله يعرفك بارك الله فيك

غير معرف يقول...

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
"ما أصابك لم يكن ليخظئك"
والله ان في كلام الله وكلام رسوله لبلسم يشفي ما في القلوب
كتب الله لك الاجر والمثوبة

غير معرف يقول...

ان التقدير كله من عندالله.

غير معرف يقول...

ان التقدير كله من عندالله.

غير معرف يقول...

تنسيق كليات و معاهد الهندسة الخاصة 2013
كليات الهندسة الخاصة فى مصر بالمصاريف 2013
اسعار كليات و معاهد الهندسة الخاصة 2013
مصروفات الدراسة بالكليات و المعاهد الخاصة 2013
صور بيجامات صيفي حريمي 2013
صور فساتين زفاف للمحجبات 2013
صور فساتين زفاف 2013
صور فساتين سواريه 2013 , صور فساتين سهرة 2013
فساتين سواريه للمحجبات 2013 , فساتين سهرة للمحجبات 2013
صور كلاب 2013 , صور كلاب مفترسة 2013 , كلاب بوليسي 2013
مصروفات المعهد العالي للهندسة و التكنولوجيا بالبحيرة 2013
مصروفات المعهد العالي للهندسة و التكنولوجيا بدمياط الجديدة 2013
مصروفات معهد الدلتا العالي للهندسة و التكنولوجيا بالمنصورة 2013
مصروفات المعهد العالي للهندسة و التكنولوجيا بطموه الجيزة 2013
مصروفات معهد الاهرام العالي للهندسة و التكنولوجيا 2013
وصفات طبيعية لتبييض البشرة

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...