كنت أستمع يوم أمس لسلسلة صوتية لفضيلة الشيخ أبي إسحاق الحويني بعنوان
وهي سلسلة نفيسة رائعة تتناول بشكل مبسط قواعد التربية والامور التي ينبغي علي كل مسلم صادق الإيمان أن يتحلي بها
وكان من ضمن القواعد التي تكلم عنها الشيخ قاعدة رائعة عندما سمعتها توقفت عندها وقلبتها في أذني بتمعن حتي أني لم أكمل سماع باقي السلسلة ، وهي التي عنونت بها تلك التدوينة
(من بَرَك فَقَد أوثقك ، وَمَن جَفَاك فَقَد أطلقك)
وعندما أعجبتني جداً تلك الجملة بحثت عن قائلها فعلمت أنه الإمام الشافعي رحمه الله والذي كان يتحلي بحكمة فذة عُرف بها علي مر العصور
والحقيقة أن سبب إنتباهي لتلك الجملة أنها تناولت بإيجاز منهج عظيم وفن من فنون التعامل مع الناس وهو البر
والبر هو اسم يجمع الخير كله وقيل هو التوسع في الخير وقيل اكتساب الحسنات واجتناب السيئات . يعني البر جماع كل خير وهو تجميع لأفضل الصفات الطيبة والخلق الحسن كما عبر عنه رسول الله فقال
البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في صدرك و كرهت أن يطلع عليه الناس
ولقد عبر الإمام الشافعي بمنتهي البساطة عن أثر البر في النفوس حينما قال أن من برك فقد أوثقك وهذه حقيقة . فإن كل صاحب فطرة سليمة لا يملك امام من يعامله بأخلاق حسنة وليونة في الحوار و يشعره أنه يحبه بصدق إلا أن يميل إليه ويشعر بعد ذلك أن هذا الشخص قد ربطه بمحبته وأثره بحسن خلقه وأوثقه
فلا يوجد شيء أفضل ولا أقرب للنفس من شعور الصدق . الصدق في المشاعر والصدق في التعامل والصدق في الحوار ، المشاعر الصادقة تجد في النفس مكاناً طيباً واسألوا المتحابين في الله عن هذا الصدق
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ
ولما لا فالصدق أيضا من البر ويوُصل إليه كما قال الحبيب
إن الصدق ليهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و إن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا
وكم من أناس ربطوا محبتهم في قلوبنا من برهم معنا وإحسانهم إلينا فأوثقونا بوثاقهم
وإن من فضل الله أن سهل لنا سبل الخير ومهدها إلينا . فما اسهل من خلق حسن ، فهو كما وصفه عبد الله بن المبارك عندما سئل عنه فقال
حسن الخلق شيئ هين ، وجه طليق وكلام لين
كما ان الخلق الحسن يحبه الله ويثقل به ميزان المؤمن كما قال الحبيب
أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذي
ولا شك أن الذين يفعلون عكس كل ذلك هم اناس غير مرغوبين ولا محبوبين . ولا مكان لهم في القلوب ولا تأثير إلا الأثر السيء وهم يطلقون المرء بجفائهم وسوء اخلاقهم ونقدهم الجارح
فإن هناك اناس تركوا عيوبهم فتفرغوا لعد معايب غيرهم وتذكيرهم بها وتعظيمها امام اعينهم وأمام اعين الناس فكانوا بذلك يمنحون لأنفسم صفة الجفاء ويعلنون للناس أن لا تحبونا
لم يروا أنفسهم جيداً فكانوا مثل ما قال رسول الله
يبصر أحدكم القذى في عين أخيه و ينسى الجذع في عينه
فحاول أن توثقك الناس بخلقك و بتدينك و بدعوة تدعوها إلي الخير وبكلمة طيبة تلقيها عليهم وبإبتسامة صادقة
واجتهد ان لا تطلقهم عنك فلا تجد من يحبك ويهتم بك إلا من يملك من الخلق السيئ والجفاء الكثير والكثير
هناك 11 تعليقًا:
لقد والله أوثقتنا
بوركت الأنامل وبورك القلب النقي الصادق فيما نحسب والله حسيب كل مسلم
لقد لفت انتباهي إلى الجانب الآخر من الأمر وهو واجبي تجاه من أوثقوني
موضوع مهم,
جزاك الله خير
اخي الحبيب عصفور المدينة
انت والله الذي أوثقنا ببره وإحسانه لنا ونسال الله ان يزيدك إحسانا وخلقاً وإيمانا
أخي الحبيب : بو حسين أشكرك علي مرورك الطيب والموضوع فعلا مهم !
السلام عليكم
بارك الله فيك على هذه النصيحة الغايلة
ياليت قومى يعلمون
جزاك الله خيرا
أخي كرم مسلم
جزاكم الله خيرا ونفعنا الله بك
أخي الفاروق
مرحبا بك في المدونة وأمل من تكرار تلك الزيارة
وفعلا .. ياليت قومي يعلمون
السلام عليكم
يامهاجر
مدونة الفاروق دى تبعى وتم تغيير رابط المدونة تبع مدونات كرم مسلم
على هذا الرابط
http://ibn-el-khattab.blogspot.com/
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام
علم يا كرم ومبروك عليك المدونة الجديدة
بارك الله فيك وفي شيخنا اسحاق
تدوينة متميزة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا على كل هين لين قريب سهل
هذا الحديث رائع أحبه جداً واتمنى أن أكون حققت ما فيه
جزاك الله خيراً على هذا النصح والتوجيه الأخلاقى الرائع
جزاك الله خيرا اختي مها ورزوجتي الغالية أمة الله وبارك فيكما
إرسال تعليق