السبت، أغسطس 11

الأبواب الخلفية


يتعامل كثير من المسلمين بفكر معاكس ومخالف للفكر الصحيح الذي يفترض علي كل صاحب فطرة سليمة السير عليه فتجد البعض وقد تعامل مع الحدود الشرعية من منطلق التناول العقلي البحت دون النظر في الدلالات والمقاصد الشرعية وتعامل معها من منطلق الموروث العقلي الغير منضبط فجعل يفسد وهو يظن أنه في طريقه الصحيح

والمصيبة أن البعض يعتقد أن الشرع كلاً مباح ومتاح لكل ناعق وصاحب رأي أن يبدي رأيه فيه دون ادني ضابط شرعي أو فقهي بدعوي الحرية الفارغة الغير منضبطة بضوابط الإسلام ، ونتج عن ذلك ظهور بعض الذين يطلق عليهم مفكرين إسلاميين أو (مفجرين إسلاميين) كما أسميهم أنا لما يفجرونه من أرائهم المنحرفة والتي حجتهم فيها أنها أصحاب عقل لا بد أن يقول رأيه في أي شيء وكل شيء ولا وجود لأي قيود أو محاذير حني وإن كان الكلام في دين الله وسنة نبيه وشرعه القويم ومنهجه الذي ارتضاه لعباده .

هؤلاء الثلة المنحرفة عن الفطرة السليمة رضوا لأنفسه أن يدخلوا من الأبواب الخلفية للنصوص الشرعية والفهم الفطري القويم بدعوي الحوار والرأي والعقل . وهم بذلك يساهمون بقصد أو دون قصد في زيادة الهجوم الخارجي والداخلي علي ديننا والارتكان من أعداءه علي بعض أرائهم المنحرفة بدعوي أنهم مسلمون أصحاب فكر ورأي .. ولا عجب ولا غرابة .. فلقد قالها الشيخ أبو إسحاق الحويني ومازال أن حصوننا مهددة من الداخل

والعجيب أنهم في تناولهم لا يتناولون إلا المعلوم من الدين بالضرورة فيقيموا علي أنفسهم الحجة بجهلهم. فلقد رأيت احد هؤلاء الجهال المجاهيل وهو يتحدث عن الحجاب ... ولا مانع أن يتحدث المرء المسلم عن الحجاب الذي يتبادر لذهن أي مسلم بسيط أن الحوار سيكون فيه دعوة للحجاب والعفاف وأنه شريعة الله ودينه الذي فرضه علي نساء المسلمين... فنجده وقد ترك كل الأبواب الأمامية وجنح للظلام والولوج في الأبواب الخلفية المريبة بأن يقول أنه لا حجاب بالعافية علي حد تعبيره وأن الدين شعور وإحساس !! وأن الفرض هو ما فرضه الله اختيارا علي عبيده من فعله فبها ونعمة ومن تركه فلا سلطان لأحد أن ينصحه بذلك لأنه ليس هناك (وصاية) في الدين علي حد تعبيره !!!

وعندما تسأله .. وما الذي يدفعك لأن تتناول الأمور بمثل هذا التناول المنحرف وقد مهد الله لك طريق النور فامشي فيه وأدعو إلي الله بما يريده هو من أوامره لا ما تفهمه أنت بعقلك . فيقول لك أنه رأيه وأنه حر ولا محاذير ولا ضوابط وقيود في إبداء الرأي وأن هذه هي الحرية في الإسلام!!!

وعندما تكلم هذا أو غيره فيقول لك .. كلمني بلا قال الله ولا قال رسوله وليكن حديثنا عقلياً منطقياً مجرداً !!!

إني لا أتكلم عن كلام من الخيال العلمي .. فهؤلاء ما زالوا موجودين بشكل أصبح يشكل علامة خطر كبيرة

فأي إسلام هذا الذي يتيح العبث والخوض في حدود الله التي قال عنها رب العزة


ِتلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ


إنها ليست مشكلة هذا أو غيره فحسب .... إنها مشكلة بعض العقول التي لم تحاول بذل القليل من الجهد لأن تعرف الإسلام من منابعه الصحيحة كتاباً وسنة بفهم خير هذه الأمة وانحرفوا لمناهج المتكلمين من أصحاب الرأي الذي قدموه علي النصوص الشرعية والفهم الصحيح لعلماء تلك الأمة لبعض الناس الذين لا يعرف عنهم علماً ولا رأي ولا فقهاً بل لا يعرف عنهم إلا إنكار المعلوم في كتاب الله وسنة نبيه ولقد سمعنا عمن أنكر الحجاب ومن أنكر الشفاعة ومن أنكر حد الردة ومن ومن ومن ... وهذه هي النتيجة الطبيعية التي وصفها الحبيب بقوله


اجعلوا بينكم و بين الحرام سترا من الحلال من فعل ذلك استبرأ لعرضه و دينه و من أرتع فيه كان كالمرتع إلى جنب الحمى يوشك أن يقع فيه و إن لكل ملك حمى و إن حمى الله في الأرض محارمه . ‌


إن مثل هذا الفكر الذي أصبح متفشياً لدي قطاع كبيرة ممن يطلق عليهم مثقفين أصبح يشكل علامة خطر ولهذا فإنه يجب علي كل صاحب منهج سليم ومعتقد صحيح أن يدعو إلي الله بدعوة نبييه وبفهم كتابه والسير علي منهجه حتي يميز الله الخبيث من الطيب


لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً


وقد يستغرب البعض فيتسأئل ولماذا يتناول هؤلاء الأمور من هذا المنطلق المبتور ؟ والسبب فإن غياب التربية العقائدية السليمة وفهم الإيمان الصحيح كما أراده الله ورسوله والذي هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح .. وأن العبد عبد لا ينبغي أن يكون له سبيل آخر غير سبيل العبودية وهو سبيل الإسلام والذي هو في معناه الاستسلام لأوامر الله



والمؤسف في الأمر أن هؤلاء في الغالب يحملون قلوب باغضه لكل ما هو متدين أو ملتزم فينتهزوا أي فرصه وأي كلمة ويتربصوا الدوائر والزلات فيعظموها ويجروا هنا وهناك أن المتدينين كذا وكذا وأن هذا هو الالتزام .. والمحزن أن تجد من يكون ظاهرهم الصلاح والدين ممن انخدعوا في هؤلاء فتجدهم يوافقوهم علي ما يقولوه ولا تتمعر وجوههم رفضاً لما يجري ويقال وهم يروه ويسمعوه ولا يدروا أنهم بذلك يكونون فتنة لهؤلاء باعتقادهم أن هناك من ظاهره الدين والالتزام يوافقهم علي أفكارهم المعاقة ومن ثم فهم أصحاب رأي معتبر وفكر صحيح


ولقد كان من الممكن لي أن أذكر أمثله لمثل هؤلاء الثلة المنحرفة بالإشارة إلي مواضع كتاباتهم هنا سواء في مواقعهم أو مدوناتهم وسيكون لدي حينها سند شرعي وهو تحذير المسلمين والرد علي أصحاب الأفكار المعاقة ولكن لأن تلك المدونة كانت ومازالت وستزال بإذن الله مكاناً لكل ما هو نظيف وراقي فلا لزوم أن نلوثها بذكر تلك المواضع


نسأل الله أن يبصرنا وأن يجعل هوانا تبعاً لما جاء به نبيه وأن نكون من اهل سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير



هناك 10 تعليقات:

الطائر الحزين يقول...

جزاك الله خيرا
بارك الله فيك
فعلا يقولون كلمنى وناقشنى بعيد عن قال الله وقال الرسول
ويطلع واحد يقول دا الملتحى ده ستار والمتقبة دى مش عارف ايه والمحجبة دى بتعمل ايه

يعنى وكأن الأخطاء والأوزار خلقت لناس وناس لا

ما افهمه أن ننكر المنكر حتى وان لم استطعنا تغييرة حتى لو هذاالمنكر أفعله أنا شخصيا

يعنى لو افترضنا جدلأ انى اشرب سجائر فلما يسألنى واحد هذا حلال ام حرام لازم اقول انه حرام فى الاول لان هذا اول خطوة على الصلاح
وكذلك من يتعرض للحجاب اول شىء نقول التبرج حلال ولا حرام لازم نقول انه حرام فى الاول وبعدها ناقش براحتك

اسف على الاطالة
تسلم ايدك وبارك الله فيك

عصفور المدينة يقول...

بارك الله فيك والظاهرة تحتاج المزيد من الدراسة ومزيد من التفكير في وسائل الدخول إليهم ولي تجارب متعددة وهادئة في هذا الأمر توحي أن الأمور ممكنة ولكنها لغة خطاب معينة يحتاجونها
لقد كلمت أحد الإخوة في الشات وطلب مني أن أقنعه ومتهيألي ذكرت لك هذا الموضوع وهو طلب مني ألا أذكر آيات وأحاديث وأقوال علماء هم يعيبون علينا أننا نستدل عليهم بأقوال علماء هم أساسا لا يعترفون بهم وهذا حقهم والمعالج لابد أن يكون حكيما

نعم يا أحمد أنا أستغرب مثلك تلك الفتن وكيف أنهم يفتنون أنفسهم ويهوي بعضهم من درك إلى درك ولكن دورنا ليس دور المستغرب
وأيضا هو ليس دور المفند لأقاويل كل قائل فإني أكره ذلك وأعلم أنه غير مجدي ولكن هناك تجارب أخرى
وياريت يا أخي لو تقرأ تعليقي عند أخي طال الليل
http://shahadaty.blogspot.com/2007/08/blog-post_09.html

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير من الغيورين على دينهم يتورطون مع المفكرين العلمانيين في مجادلات حول أمور فقهية وعقائدية وذلك إستنادا على الأستدلال العقلي فقط.

وبهذا فهم يساعدون هؤلاء المتفلسفين أصحاب علم الكلام في تحقيق أهدافهم .

فهم قد درسوا كيف يجادلون بالمنطق والعقل المجرد

لذا علينا الأنتباه أن أمور الشريعة ومقاصدها لا تقاس بعلم المنطق ولا بعلم الكلام ،
ولتكن حجتنا وخطابنا ( قرآن وسنة بفهم سلف الأمه)

محمد عبد الرحمن يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سلمت يمينك أخى
هؤلاء يفتقدون غالبا للمعرفة بكليات التصور الإسلامى وينقصهم المعرفة ببديهيات المعرفة الدينية وبعضهم متنطع باحث عن دور وبعضهم لا يتطيع أن يدرك خطر فعله
تجده يفتى فى المسائل الكبيرة ببساطة وأريحية وهولا يمكنه حتى قراءة الأية التى يستشهد بها بشكل صحيح
حبذا لوأمكنناأن نحد\ثهم عن ما يعنيه الإيمان أولا وعن أوليات الفهم للنصوص
المقدسة فى مثل أسلوب السيد الكريم العصفور فى الرد على مالك و
الرابط عندى فى تعليقه كما أشار
وجزاك الله خيرا أخى ودمت موفقا بتوفيق السميع العليم لك

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

السلام عليكم

والله لقد أثلجتم صدري بتلك التعليقات القيمة والإرشادات الرائعة التي تنم علي عقول واعية وفاهمة لتغيرات الواقع من حولها

ولقد اشار أخي الحبيب الطائر الحزين علي مبدأ هام وهو إنكار المنكر والامر بالمعروف بضوابطهما الشرعية مهما كلف الأمر من وجود موانع لذلك أو وجود بعض من هذا المنطر في شخصية الناصح فهو ادعي للبعد عنه

ووضح لنا اخونا واستاذنا الحبيب عصفور المدينة لأهمية الحوار المبتدأ بنية النصح والتوجيه لمثل هذه الانماط من البشر الذين هم اولا واخيرا اخواننا ولكن قد غابت عنهم بعض الحقائق .. وهذا يحتاج منا للغة نصح وتوجيه تحتاج لمزيد من التروي والحكمة


ووضح لنا اخي الحبيب محمد حافظ والذي سعدت جدا جدا بتعليقه هذا بعض فترة من المشاهدة المستمرة دون تعليق . ولقد نبه اخي محمد علي ضرورة الحوار بالقرآن والسنة كمنهج وحيد للإقناع والتأثير


ولقد اشار اخي الحبيب طال الليل علي ضرورة لفت النظر لأهمية دراسة وتصحيح المعتقد من مدارسة العقيدة الإسلامية وفهم معني الإيمان والعبودية وما يقتضيه كل منهما


حقيقتا لقد زادت تعليقاتكم التدوينة قيمة .. فبارك الله لكم ونفعنا بكم دائما

AmatoALLAH يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع إلي حضرتك فتحته للأسف هو سبب مباشر لإنتشار العلمانية الكفرية الرهيبة إللي للأسف بقت هى دليل التمدن والثقافة والحضاة وهى والله كفر بواح وتعدي على حرمات الله واللي ساعد في إنتشار الأفكار دي للأسف بعض الفتاوى المريضة وكل اللي مايعرفوش حاجة في الدين وبيتكلموا ودة تصديق الحديث الشريف
"سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة"
استأذن من حضرتك في إستعارة عنوان البوست لموضوعي القادم في مدونتي .. جزاك الله خيراً

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

الاخت أمة الله ... ارحب بك في مدونتي وأسال الله أن ينفعنا بما تدونيه وأن يجزيك علي نيتك إن شاء الله

ولا مانع عندي بالطبع أن تستعيري ما شئت من المدونة طالما الغرض هو النفع والفائدة والدعوة إلي الله

كرم مسلم يقول...

السلام عليكم

حسبنا الله ونعم الوكيل

غير معرف يقول...

,oghwجزاكم الله خير الجزاء
وأوافقكم بكل حرف فالسبب تربية غير صحيحة وبعد عن تعلم العقيدة الصحيحة أو إهمال فى تعليمها وفى عصرنا خاصة تعليم الرد على الشبهات وتحصين الشباب واجـب ..وكثير من الآباء يتناسون اننا فى عصر يُربي فيه الأطفال والمراهقين من جهات عدة غير المنزل من إعلام بكل أنواعه وصُحبة فاسدة ومجتمع ضال إلا من رحم ربي

وتدوينتكم أصابت هم يُلازمني الآن
لأني اناقش أخت عاشت أغلب عمرها فى أوربا ولا تعترف إلا بعقلها وتنكر ذلك! وتقول العلماء مجرد طلبة (صميمة) ونحن لنا الإجتهاد مثلهم ونتحدث الآن فى التعدد الذى قد حرمته وجعلته مجرد رخصه ووضعت على ذلك أدلة بفهم مضحك وخاطيء جدا يراه أجهل الخلق وتتهمني بالجمود لأني أخالفها

ونموذج آخر لفتاة خريجة جامعة راقية فى أرقى التخصصات العلمية بعد أن حارب اهلها إلتزامها أنتكست ولا تُفدس دليل وإن أقنعتها تتهرب
وتنبهر بالعقلانين حتى وصل الأمر إلى عقيدة الفلاسفة والتعاطف مع بحثهم عن الحق! وفى النهاية أيضا انا الغبية الجامدة التى لا تفهم !

رؤسهم الجهلة لا أحزن عليهم بقدر ما أموت كمدا على أمثال تلك الفتاة ومهما أقنتعت وبذلت جهد تسير وراء أهواءها وتنكر كلامي وحجتي العقلية حتى ولا تشعر أنها على خطأ ..فما العمل؟

وجزاكم الله خيرا

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

السلام عليكم

الأخت الفاضلة حنين إلي الإسلام


مشكلتك نعاني منها كلنا تقريباً ولقد مررت بمثيلتها بل تعدي الامر للتجريح الشخصي في حقي من مثل هذه الامثلة ..
والحل أولا هو إلتماس العلم الشرعي الصحيح وتقوية المفاهيم العقدية بداخلنا أولا . ثم التريض علي إلتماس الرفق والإقناع في الاسلوب دون تفريط أو استخفاف بالعقول .. ومع كل هذا سؤال أهل العلم والسبق في مثل تلك الأمور .. وإن لم يجدي هذا او غيره فنصيحتي الإبتعاد برفق وهدوء دون إغلاق الباب في وجه هذه الأخت أو مثيلتها .. فقد نكون نحن عاجزون عن دعوتهم لكن قد ياتي غيرنا يكمل ما بدأنه بشكل أكثر علما منا . فلا ينبغي علينا ان نغلق الباب كله

واسال الله لك ولي ولجميع المسلمين الثبات وتصحيح المعتقد


جزاك الله خيرا

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...