الأربعاء، مايو 30

نيران صديقة




هذا المصطلح كنت لأول مرة أسمعه في حياتي أبان الحرب والعدوان الامريكي البريطاني علي العراق الشقيق منذ حوالي أربعة أعوام .. كنا نسمع عن ضرب وحدات امريكية بنيران بريطانية ووحدات بريطانية بنيران أمريكية . وكانوا يصفوا لنا هذا الخطأ علي أنه كان بواسطة (نيران صديقة) ...

لا أدري لماذا أصبح هذا المصطلح يظهر لي الآن بشكل ملح ولكن بطريق آخر ...

لاشك أننا جميعا سمعنا او قرأنا الهجمة الحقيرة من بعض منافقين الصحافة ومرتزقيها والتي تعج بهم الصحف الصفراء علي أعلام هذه الأمة والذين حملوا لنا الإسلام صحيحاً كما أراده الله ورسوله ... صحابه رسول الله الكرام ...

ولا شك أننا جميعاً انكرنا وغضبنا وكرهنا هذا الهجوم الأبتر علي صحابة رسولنا الكريم ... وهذا شيء طبيعي وبديهي لكل صاحب فطرة سليمة لم تنتكس .....

لكن كان لغضبي الشخصي سبباً أخر يتعلق بشخصية المهاجمين أنفسهم ..

هؤلاء مسلمون مثلنا ويحملون أسمائنا ويتكلمون بكلامنا ...

وأقول لا عجب في ان يهاجم الصحابة فهم مهاجمون من فرق عديدة ومنها من كفرتهم أو غالت فيهم كالشيعة .. ناهيك عن الهجوم من اعداء الأسلام غير المسلمين .. لكن الذي يدمي القلب أن تأتي الهجمة من وسطنا نحن ومن بيننا نحن .. تأتي الضربة بنيران صديقة ....

والحقيقة أنها لا صديقة ولا قريبة ولا نريدها ولا نعرفها حتي . ولكنها أولا واخيراً من وسطنا . هم مسلمون . نعم منافقون .. بالتاكيد ..... فالظاهر هو الذي يحكم عليهم بذلك . لكنهم في الإسلام ما زالوا معنا . هم يحركهم شيطان الحرية الذي يلبس‘ كل جاهل فيجعله نفير لصراخ جهله وحماقته وحقده علي الإسلام . بل أنه يزيدهم طفحاً وكيلاً ورمياً بالشبهات كلما كان الدفاع والرد عليهم أشد وأقوي .. ولا ذلك إلا لأنهم أخذتهم العزة بالإثم وأتبعوا أهوائهم فضلوا عن الطريق ...

والحقيقة إن إفراز هذا الفكر إنما هو نتاج طبيعي لحالة الوقاحة الفكرية التي اصابت قطاع عريض أفراد من مجتمعنا علي إختلاف مشاربهم الفكرية . حتي الذين يشار إليهم بالفهم أو العلم والدراية وهم عن كل هذا محرمون ..

سمعنا التي تقول انها (تشمئز) من رؤية أي امرأة منتقبة .. بل وزادت بأن النقاب ليس من الإسلام في شيء .. لم تكتفي بالهجوم وحسب بل حاولت أن تقتلع الشجرة الراسخة من جذورها ...

والله لقد دعوت الله دعوة ان يريني مشهد رؤيتها لأمنا عائشة بنقابها أو إحدي أمهات الممسلمين أو أحد الصحابيات المنتقبات اللاتي كانوا نسائاً يعرفون ما هو الإسلام فعلاً لأرها تشمئز حينها أم ماذا ستفعل؟؟؟!

وتلي ذلك ... وهي نتيجة طبيعة لحدة الهجوم الذي يأتي متدرجاً .. سمعنا عن تصريحات احد رجال الدولة الراسخين والذي يقول بحرية من الراي مقبوحة بان الحجاب زي وليس حكم شرعي . وما شابه هذا الكلام الهزلي ...

المسألة ليست مسالة نقاب او حجاب .. وإنما اخذتهم كمثالين

الامر اخطر وأبعد من ذلك .. إنها مأساة أمة يفقد أبنائها هويتهم ....

إنها نيران .. وقد يصفها البعض بأنها صديقة .. ولكنها في حقيقتها أعدي الأعداء لأنها من وسطنا نحن .. وجائت منا نحن . وليس من غيرنا ...

ولكي لا نعتقد أننا غير مشتركين بشكل أو بآخر في قذف النيران ونروح لنرمي باللوم علي هؤلاء وحدهم فانظر لحالنا جميعاً

أنظر لمكانة الدين وتوقيره وتعظيم حرمات الله في قلوبنا

أنظر كم الشباب والفتيات الهابط .. وانظر ماذا يقولون واسمعهم عن ماذا يتكلمون . بل انظر ماذا يلبسون ...

إنك لو وددت ان تعرض شراكتك لأحد الشركات الكبري مثلاً فإنك تحاول أن تعرض إنجازات شكرتك وبراعة عمالك وجودة إنتاجك ..

فلو احببنا نحن أن نعرض المسلمين .. ولا اقول الإسلام .....فالإسلام هو هو منذ ان شرعه الله لنا وحتي الآن وهو أعلي وأسمي من ذلك .. ولكني أتحدث عن احوال المسلمين . لو وددنا عرضها لتكون لغير المسلمين أسوة وقدوة . لوجدوا بعداً عن الدين قد يفوق الخيال ....

إذن فنحن مشتركون بشكل أو آخر في إشعال تلك النيران الصديقة

فيا تري متي تنهض أنت وحدك وتطفيء نيرانك التي تطلقها بعلمك أو بجهلك للحد من إنطلاق هذه الأمة ؟


لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...