الأحد، أكتوبر 15

!المزدوج

طبعا لن اتكلم عن شخصية المزدوج التي كنا نراها في الكارتون المشهور (مازنجر) !! وإن كان ما أريد أن اقوله شبيه إلي حد كبير لتلك الفكرة ....
نعاني كتيراً من إزداوجية عجيبة في افكارنا و شخصياتنا و حتي أرائنا .... احيانا نري بعض الاشخاص يكونوا بيننا غاية في الحياء والادب والإحترام ثم نجدهم في مواطن ومواقف أخري عكس هذا تماماً
احياناً نجد ايضاً بعض الأشخاص ممن يتاثروا بالمواعظ الدينية ولكن سرعان ما تجدهم يندفعون بحماس في المواقف الحياتية الخاطئة ....
لماذا نجد تلك الإزدواجية في الفكر .. ولماذا لا يرتدي معظمنا نظارة الإسلام في كل حياته ؟! فللأسف أصبح تعلق كثيرون منا بفكرة أن الدين ما كان في صلاة الجمعة أو في صلاة الجماعة أو في سماع او قراءة موضوع ديني فقط ...
لماذا تناسينا ان الإسلام منهج حياة .... الإسلام طريقة تفكير ومخطط لكل ما نلقاه في حياتنا ...
لماذا إستوردنا الأفكار العجيبة والممارسات الغريبة وديننا فيه ما يكفي مليون امة غيرنا ؟
الإسلام عبادة – عقيدة – أخلاق

ننتقد كثيراً بعض الملتزمين فنقول أنهم يصلوا ويصوموا ويعتمروا ويحجوا ثم يغشوا أو يسرقوا أ يكذبوا أو أو
وتناسينا أننا متورطين بشكل أو بآخر في مثل تلك الأمور وغيرها .. فأنا إن كنت أصلي فأكون مسلماً حين صلاتي فقط . ولكن تجدني مهتماً إهتماماً مخزياً بكل ما يضيع وقتي من ملهيات .. منهمكاً في متابعة آخر أغنيات فلان واخبار الفيلم الفلاني وآخر ما وصل إليه فريق الكرة الفلاني ... بشكل أصبح وقتي مشغولا . لكن بماذا ؟؟
أصبحنا نبني بيوتاً من ورق ... ولا نعلم البديهيات ولا أساسيات هذا الدين
المأساة أنك حين تتحدث مع أحد الأشخاص فتكلمه وتذكره بفضل القرآن علي سبيل المثال وتلاوته وقرائته .. وأنه قد نساه منذ أن مر عليه رمضان الماضي .. وقد يكون لم يقترب منه من رمضان ما بعد الماضي لأن رمضان الماضي كان مشغول!!!!! عندما تحببه في القرآن وفي حفظ القرآن تجده وبكل حماس يقول لك .. وهل حفظ القرآن فرض ؟!!!!!!
فعلا من الهم ما يضحك ...
وهل مشاهدتك للأفلام والمسلسلات بحيث أنك تري بعينك تضييعك للصلوات المفروضة ناهيك عن الفجر مع مشاهدة المباريات بشكل يضيع معه الوقت وبالتالي العمر .. هل كل هذا فرض ؟؟
قال حبيبك : ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة
لا تعتقد أن الحياة كلها ذكر وقراءة قرآن ودراسة علوم شرعية فقط .. لا تعتقد هذا لأنه إعتقاد ساذج !!
لكن ذكر الله هو أن لا تنساه قط .. إفعل ما تفعل ولكن لا تنسي الله فينساك ... والجزاء من جنس العمل
أنت المفترض أنك مسلم علي كل أحوالك . وأنت تاكل وأنت تعمل وأنت تمشي في الشارع وأنت تعامل زوجتك وأبنائك وجيرانك وزملائك في العمل .. انت ف كل هذا مسلم وتعبد الله في كل هذا بحسن الخلق وتقوي الله ومراقبتك له
فما الذي غيرك ؟!
أنظر معي لتك الآية :

ِفي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ

لا تلهيهم تجارة ولا بيع (امور من الحلال المحض) عن ذكر الله وإقام الصلاة ...

لا يلهيهم الحلال

فما بالك بما يلهيه ال.....
لماذا نعتقد أننا نعيش الدنيا كدنيا . لا يهم (اللي تكسبه إلعبه ) ونعتقد أن الدين فقط في المسجد ؟؟
لماذا نزدوج ونقول مالا نفعل ونـأمر الناس بالبر وننسي انفسنا ..
هل نحن أصحاب دنيا .. أم آخرة ..
سؤال له إجابتان فقط لا ثالث له

فكر قبل الإجابة علي هذا السؤال الهام وكن صادقاً مع الله أولا لا مع نفسك

أستمع أيضاً لتلك الآية :

َابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ

الآن قل لي ... أنصيبك من الدنيا هو إهدرها في سماع أغاني ومشاهدة افلام ومتابعة مباريات فقط ؟؟؟

أصدق الله لا تصدقني أنا ....

نصيبك من الدنيا هو أن تتمتع بالحلال دون إسراف ... دون إسراف مرة آخري لأن ما يحدث الآن ليس إسرافاً بقدر ما هو إهداراً وإستهتاراً
إعلم أنك لم تخلق سدي أو كي تكون (ملكش لازمة) كما يقول البعض .. انت من امة محمد
أتعلم من هو محمد ..
أتريد أن تكون من امة محمد التي سيشفع لهم النبي أم لا

فكر في كلماتي وتذكر أنها كلمات خرجت من قلب محب لك

ليست هناك تعليقات:

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...