ترجع احداث الجزء الاول من هذا الموقف الذي ساحكيه الآن إلي سبعة عشر يوماً وبالتحديد أخر أيام شهر فبراير .. وبعد أن مر يوم طويل من العمل تأكدت من إحكام جيبي علي مرتب الشهر (: وسلكت الطريق المعتاد قاصداً بيتي لعلي ألحق الغذاء قبل أذان المغرب
وبينما أنا أمشي إذ حدث الآتي :
هي : لو سمحت
أنا : نعم ؟
هي : ممكن تدلني علي موقف السوبر جيت ؟
أنا : هو بعيد .. ممكن تركبي تاكسي
هي : لا .. لو سمحت أوصفهولي وأنا اروحله مشي
أنا : لكن الموقف بعيد عن هنا بمسافة كبيرة
هي : معلش ... دلني عليه بس
أنا : ......
هي : أصل المشكلة إني كنت مع أصحابي في رحلة مع بعض وبعدين هما سافروا وسابوني وانا كلمتهم قالولي إحنا في الطريق مينفعش نرجع .. وانا الفلوس اللي معايا مش هتكفي ومعرفش حد هنا في بورسعيد ...
أنا : (رفعت وجهي لأنظر إليها للمرة الاولي ) كانت فتاة في حوالي العشرون من العمر لا يدل مظهرها علي شيء معين ... قلت لها : إنت عايزة تركبي لفين ؟
هي : للشرقية
أنا : وهي الشرقية فيها سوبر جيت ؟
هي : آآآ هركب يعني من هناك بيجو
إن أهم ركنين في شخصيتي هما حسن الظن بالآخرين وإلتماس الأعذار لهم . ورغم ذلك فقد حباني الله بمؤشر أستطيع من خلاله قياس مدي صدق محدثي ، ورغم أن المؤشر قد إرتفع بعض الشيء أثناء هذا الحوار إلا أني إلتفت حولي فوجدتها لم تختار من تسأله في الشارع إلا أنا فقط . قد تكون احسنت الظن في بسبب لحيتي وخشيت ان تكون صادقة في حكايتها فأخذلها في حسن ظنها بي .. كما خشيت أن أجعلها فريسة لغيري ممن قد يستغلون تلك المواقف وما اكثرهم
المهم أني مددت يدي في جيبي فلم أجد إلا مبلغ عشر جنيهات فقط (فكة) ولم اجد فكة غيرها .. لسه قابض بقي (: ثم ناولتها إياها وقلت لها معذرة فليس معي فكة غيرها فنظرت لي وقالت : والباقي ؟! قلت لها معلش أعذريني .. ثم تركتها وقلت لنفسي إن كانت صادقة فأرجو أن يثيبني الله علي إعانتي لها وإن كانت كاذبة فأرجو أن يثيبني علي حسن ظني بها
اليوم ومنذ دقائق وبينما أقطع الطريق ما بين الشركة التي أعمل بها والمسجد لأذهب لصلاة العصر و فجأة وجدت فتاة أمامي وسمعت صوت يسأل سؤالاً مألوفاً
لو سمحت ممكن تدلني علي السوبر جيت ؟
وكانها نسيت شكلي (بالطبع) المهم أنها وجدت لحية إخري !!! فنظرت إليها نظرة خاوية وقلت لها : معلش عايز ألحق الصلاة .. ثم ابتسمت مع نفسي وقلت إذن فهو الرجاء الثاني الذي رجوته من الله !!
ثم وجدتها تسرع خلفي !!! (مصممة) وتقول لي : أصل المشكلة ان اصحابي سابوني وسافروا وانا كلم/ .... قاطعتها بهدوء : المفترض أن ذاكرتك تكون أقوي من كده شوية .. من أسبوعين قلتي لي نفس القصة وأنا لما شفتك دلوقتي مرديتش أحرجك .. ومش هقولك هاتي العشرة جنيه .. لكن ممكن تتوكلي علي الله دلوقتي .. وأعطيت لها ظهري ودخلت المسجد
ثم خرجت منه لأكتب هذا الموقف .. لا لشي إلا لأمر واحد فقط أحببت ان أؤكده لنفسي
سأظل احسن الظن .. مهما حدث