الثلاثاء، أكتوبر 30

اتفاقية الإسلام 1




في معظم الإتفاقات أو المواثيق التي قد نراها في مختلف مجالات الحياة يكون هناك شرطاً أو شروطاً تحكم مثل هذه الاتفاقات بحيث لو أخل أي طرف من الأطراف بها أخل هذا بالإنفاق نفسه




وَلِلّهِ ْالمَثَلُ الأَعْلَىَ




فإن المسلم الحق بينه وبين الله عهداً وميثاقاً. هو عهد الإسلام له والعبودية والانقياد


إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً



أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ



و لقد ضمن الله تعالي الجنة لمن عمل من اجل تحصيلها وعمل علي دخولها




وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورا


ً

و في الحديث يقول الحبيب صلي الله عليه وسلم


من شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وجبت له الجنة


فإن لا إله إلا الله هي شرط لدخول الإسلام ومن ثم دخول الجنة


وأنا هنا عندما اقصد الإسلام أو المسلمين فأنا أقصد الذين حققوا في أنفسهم المراد بكلمة الإسلام. هم المستسلمون لأوامر الله ورسوله وهم الذين أسلموا أنفسهم لله وعلموا أن الغاية من وجودهم في الدنيا هي عبادته كما شرع وكما أراد وكما بين ذلك نبيه


وكانت لا إله إلا الله محمد رسول الله بشروطها هي الميثاق الذي أخذه الله علي عباده واتفاق وتعهد منهم بدخولهم الإسلام ، فهي كلمة تنفع صاحبها مهما كان منه من عمل طالح عدا الشرك، ومن دونها لا ينتفع المرء بشيء ولو كان عنده ملء السماوات والأرض من خير وحسنات


وفهم حقيقة الأمر يساعد علي العمل به فمعني لا إله إلا الله أي انه لا مألوه ولا معبود بحق في الوجود إلا الله تعالى .. فهي تقوم على ركنين أساسيين: ركن يتضمن جانب النفي المطلق لوجود الآلهة التي تستحق أن تُعبد في شيء، وهو المراد من الشطر الأول من الشهادة " لا إله.." وركن آخر يتضمن جانب الإثبات؛ إثبات أن المعبود بحق هو الله تعالى وحده، وهو المراد من الشطر الثاني من الشهادة " إلا الله " نفي أعقبه استثناء " إلا.." يُفيد غاية الحصر والقصر على أن المعبود بحق هو الله تعالى وحده لا شريك له




وقد عرفت أن الشهادة تأتي من المشاهدة، والعبد عندما يشهد أنه لا إله إلا الله فإنه يقر بأنه لا يعبد من دون الله هوي أو مال آو منصب آو حب نفس آو ما شابه.. وأنه يشهد ويراقب الله في كل أفعاله وتصرفاته. فهو هنا عبداً يعرف لله قدراً


وانه عندما يقر بأن محمداً رسول الله أي أنه لا أسوة ولا قدوة ولا دليل ولا منهج آخر ينبغي السير عليه إلا منهج نبي الله وحبيبه محمد


ولا شك أن فهم المراد من كلام الله ورسوله يستلزم التدبر فيهما وعدم العمل بظاهر الدليل دون النظر أو فهم المقصود والتوفيق بين الأدلة.. فمن الناس من يعتقد أن شهادة التوحيد هي مجرد القول باللسان وكفي


فإن من بيننا الآن من قد يفهم ويعتقد ذلك رغم أن كفار قريش كانوا يعلمون أن لهذه الكلمة شغلا وعملاً فلم يرضوا أن يقولوها قول اللسان فقط كما يعتقد بعضنا وإنما عرفوا أن لها مقتضيات وشرائط. فهم قدروها أكثر من تقدير بعضنا لها وإن لم يقولوها


وقد قيل للحسن البصري إن أناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة


وسُئل وهب بن منبـه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يُفتح


وقد قال الفاروق بن الخطاب: لا إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان



وقد يقول قائل .. ولما التعقيد والأمور ابسط من هذا ؟


هذا القول وإن ظهر منطقيته إنما يفتقر إلي التحقيق والتقدير والمعرفة بقدر لا إله إلا الله .. فهي الكلمة التي من اجلها قامت الحروب وفي سبيلها راحت أرواح الجنود. وهي الكلمة التي من اجلها خلق الله الوجود


ولقد ورد في الآيات والأحاديث ما صنفه ورتبه وجمعه العلماء في شروط لا إله إلا الله اذكرها في موضوع قادم إن شاء الله


هناك 11 تعليقًا:

محمد عبد الرحمن يقول...

أخى الحبيب
تدوينة رائعة وأنتظر القادمة لتبيان الشروط
فعلا موضوع التواكل على النطق باللسان دون تحقيق الشروط الواجبة سبب خللا فى الحياة التى نعيشها فهنالك من يسرف على نفسه وعلى مجتمعه ويرتكب من الموبقات كل صنف ويتهاون بالشرائع الإلهية غاية التهاون ولا يهتز له رمش ويتبجح بأنه تكفيه الشهادتان
أما عن أعماله فلا زال يملأ الدنيا صراخا عن أنه واثق فى مغفرة الله وقد يتحجج أنه مسلم ولا مسلم مخلد فى النار بسبب فهمه للأحاديث
أخى الحبيب جزاك الله خيرا

عصفور المدينة يقول...

أخي لابد أيضا من إضافة هامة جدا جدا
وهي أن الناس درجات في تحقيق الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص

حذرا من الوقوع في شبهة التكفير أو التوقف وذلك أن تحقيق هذه المعاني واللوازم يكون درجات وعلى قدره يكون الإنسان قد حقق درجته من كمال الإيمان

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

السلام عليكم

الاخ الحبيب طال الليل

وعلي عادتك دائماً في إثرائك للموضوعات

فعلاً اخي الحبيب . والهدف من هذه المشاركة وما سيأتي بعدها إن شاء الله هو المساهمة في مسح الامية التوحيدية التي اصابت امة الإسلام . وظهور تواكل عجيب من جانبهم أدي إلي التفريط في الواجبات الاساسية نحو الله


جزاك الله خيرا اخي محمد

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

السلام عليكم

الحبيب عصفور المدينة

لعلك لم تقرأ الموضوع جيداً .. فأنا لم اتعرض لمسالة الإيمان . وسيكون التعرض لها في مواضيع لاحقة إن شاء الله وليس الآن

لكن الحوار هنا عن معني ومغزي كلمة التوحيد والمساهمة في توضيح كنهها ومغزاها والشروط التي ينبغي علي كل مسلم مراعتها من اجل ان يكون محققا لتلك الكلمة كما اراد الله ورسوله


والأمر بعيد كل البعد عن الإنحدار نحو الفكر التكفيري . ولا ادري ما الذي جعلك تقول ذلك


جزاك الله خيرا يا بشمهندس محمد

عصفور المدينة يقول...

أخي أحمد السلام عليكم
طبعا أنا قرأت المقال جيدا والحقيقة أن ما جعلني أضع ذلك التعليق
أمران

أولا المقال لم يتعرض لهذه النقطة التي ذكرتها ووضع الحدود والاحترازات مطلوب لدفع الشبهات

والأمر الثاني أنني تناقشت مع أشخاص يستدلون استدلالات عمومية بعموم شروط لا إله إلا الله ويتوصلون منها لا أقول إلى التكفير ولكنهم يتوصلون غالبا إلى التوقف ونحن نحمل على عاتقنا ترغيب الناس في الخير وفي نفس الوقت الاحتراز عن الشر

ولذلك ترى العلماء في مسائل العقيدة لم يكونوا يحتاجون لذكر الشبهات إلا بعدما وجدت أما وقد وجدت فلابد عند التأصيل ايضا نفي الشبهات وهو ما قصدته
أني أرغب أن تدرجه في الخطة ولم أقصد أنك تسير في هذا المسلك أو أن كلامك في ذلك الاتجاه
ولكن قصدت أننا إذا قلنا

السنة كذا أن نقول معها والبدعة كذا إذا كانت تلك البدعة موجودة وحاضرة

عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه

جزاك الله خيرا
أحبك الله الذي أحببتني فيه

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

تمام يا بشمهندس . فهمتك

الله المستعان

مؤمنه يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير
وأعاننا الله على الوصول الى أسنان المفتاح

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

جزاك الله خيرا اختنا مؤمنة وتقبل الله دعائك إن شاء الله

حسن ارابيسك يقول...

أشرحت صدري
بمدونة تملؤها نفحات ايمانية جميلة فعلا
اثلجت صدري بتلك الدُرر الايمانية
هي بحق مدونة أنا أعتبرها مرجع جميل وسريع لكثير ما نحتاج إليه فعلا
شكرا لمجهودك الجميل

المهـ إلي الله ـاجر يقول...

الأخ الفاضل حسن ارابسيك
شرفت مدونتي ويشرفني مرورك عليها دائما ً

غير معرف يقول...

هل معنى ذلك ان من ينطق الشهادة لفظا فقط كافر أم مسلم

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...