في معظم الإتفاقات أو المواثيق التي قد نراها في مختلف مجالات الحياة يكون هناك شرطاً أو شروطاً تحكم مثل هذه الاتفاقات بحيث لو أخل أي طرف من الأطراف بها أخل هذا بالإنفاق نفسه
و في الحديث يقول الحبيب صلي الله عليه وسلم
من شهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وجبت له الجنة
فإن لا إله إلا الله هي شرط لدخول الإسلام ومن ثم دخول الجنة
وأنا هنا عندما اقصد الإسلام أو المسلمين فأنا أقصد الذين حققوا في أنفسهم المراد بكلمة الإسلام. هم المستسلمون لأوامر الله ورسوله وهم الذين أسلموا أنفسهم لله وعلموا أن الغاية من وجودهم في الدنيا هي عبادته كما شرع وكما أراد وكما بين ذلك نبيه
وكانت لا إله إلا الله محمد رسول الله بشروطها هي الميثاق الذي أخذه الله علي عباده واتفاق وتعهد منهم بدخولهم الإسلام ، فهي كلمة تنفع صاحبها مهما كان منه من عمل طالح عدا الشرك، ومن دونها لا ينتفع المرء بشيء ولو كان عنده ملء السماوات والأرض من خير وحسنات
وفهم حقيقة الأمر يساعد علي العمل به فمعني لا إله إلا الله أي انه لا مألوه ولا معبود بحق في الوجود إلا الله تعالى .. فهي تقوم على ركنين أساسيين: ركن يتضمن جانب النفي المطلق لوجود الآلهة التي تستحق أن تُعبد في شيء، وهو المراد من الشطر الأول من الشهادة " لا إله.." وركن آخر يتضمن جانب الإثبات؛ إثبات أن المعبود بحق هو الله تعالى وحده، وهو المراد من الشطر الثاني من الشهادة " إلا الله " نفي أعقبه استثناء " إلا.." يُفيد غاية الحصر والقصر على أن المعبود بحق هو الله تعالى وحده لا شريك له
وقد عرفت أن الشهادة تأتي من المشاهدة، والعبد عندما يشهد أنه لا إله إلا الله فإنه يقر بأنه لا يعبد من دون الله هوي أو مال آو منصب آو حب نفس آو ما شابه.. وأنه يشهد ويراقب الله في كل أفعاله وتصرفاته. فهو هنا عبداً يعرف لله قدراً
وانه عندما يقر بأن محمداً رسول الله أي أنه لا أسوة ولا قدوة ولا دليل ولا منهج آخر ينبغي السير عليه إلا منهج نبي الله وحبيبه محمد
ولا شك أن فهم المراد من كلام الله ورسوله يستلزم التدبر فيهما وعدم العمل بظاهر الدليل دون النظر أو فهم المقصود والتوفيق بين الأدلة.. فمن الناس من يعتقد أن شهادة التوحيد هي مجرد القول باللسان وكفي
فإن من بيننا الآن من قد يفهم ويعتقد ذلك رغم أن كفار قريش كانوا يعلمون أن لهذه الكلمة شغلا وعملاً فلم يرضوا أن يقولوها قول اللسان فقط كما يعتقد بعضنا وإنما عرفوا أن لها مقتضيات وشرائط. فهم قدروها أكثر من تقدير بعضنا لها وإن لم يقولوها
وقد قيل للحسن البصري إن أناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة
وسُئل وهب بن منبـه : أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان، فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك، وإلا لم يُفتح
وقد قال الفاروق بن الخطاب: لا إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان
وقد يقول قائل .. ولما التعقيد والأمور ابسط من هذا ؟
هذا القول وإن ظهر منطقيته إنما يفتقر إلي التحقيق والتقدير والمعرفة بقدر لا إله إلا الله .. فهي الكلمة التي من اجلها قامت الحروب وفي سبيلها راحت أرواح الجنود. وهي الكلمة التي من اجلها خلق الله الوجود
ولقد ورد في الآيات والأحاديث ما صنفه ورتبه وجمعه العلماء في شروط لا إله إلا الله اذكرها في موضوع قادم إن شاء الله