جملة قالها أحد مشاهدي برنامج العاشرة مساء أمس الإثنين الموافق 28 من شهر يوليو لعام 2008 معلقاً فيها علي الحكم الصادر ببراءة ممدوح اسماعيل ومعاونيه في قضية غرق العبارة السلام 98
هذا التعليق الساخر الحانق اليائس والذي يذكرك بقفشات الكوميديا السوداء يترجم وبمنتهي الدقة الحال الذي يخيم علي أرجاء وطننا مصر والمآل الذي ينتظرها في ظل حلقات الإمتهان المستمرة في الداخل والخارج
كنا قديماً نسمع المثل الشهير (من خرج من داره اتقل مقداره) والذي يترجم الشعور الفطري لدي كل إنسان عندما يشعر أن بيته يحتويه او وطنه يحميه ويشعره بالآمان .. لم يعد هذا المثال صالحا للتطبيق الآن في مصر 2008 وربما يتم تغيير المثال ليصبح (من عاش في داره اتقل مقداره)
الحقيقة أن مسلسل إمتهان المواطن المصري والتي كان هذا الحكم حلقة من حلقاته لن ينتهي عند هذا الحد طالما كان الفساد بمثل هذه القوة التي يتمتع بها الآن . فكل ضربة وكل جولة تزيد من شراسة الفساد وتزيد من حالة الوهن والضعف التي تسيطر علي المواطن المصري
لا ادري لماذا عادت بي الذاكرة للوراء فتذكرت حكايات الأمير ترك بن عبد العزيز وزوجته هند الفاسي وهم من العائلة المالكة بالسعودية وكيف انهم بعد أن طردتهم بلدهم الام ومن بعدها غالبية الدول العربية فلم يجدوا ضالتهم إلا في مصر فعاشوا لمدة سنوات في إحدي ادوار فندق من اكبر فنادق القاهرة ليتوالي مسلسل الفساد من تعذيب للخدم و إنتهاكات صارخة للقانون تحت مسمع ومرأي منه ولم يتحرك لمسئول رمش . فقد كان حرس الامير وكلابه ينهشون في المواطنين ويعذبون ويضربون وكأنهم في بلد بلا صاحب يحميه ولا كرامة لمواطنيه . ولم تتخذ معهم الجهات المسئولة أي إجراء حازم يحفظ لمصر كرامتها ولمواطنيها أمنهم وحقوقهم
لماذا لا نجد مثل هذه الأمور إلا في مصر ؟ سؤال له ألف إجابة فيما أعتقد