الجمعة، سبتمبر 3

البنات .. بين الوهم والتزيين

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد ،،،

المرأة بصفة عام لديها ميل جبلي علي الظهور والتميز بحيث تحب ان تكون ملفت للانظار والإهتمام .. ولكن بعضهن يختلفن في الطريقة التي يحددن بها كيف يفعلن ذلك .. فمنهن اللاتي اخترن أن يستدعين ما فطرهن الله عليه من حياء و ستر وعفة فجعلته سمة وسمت لها (وقليل هن) فأعجب بها الناس لحيائها ولأدبها ولدينها وعفتها .. حتي وإن لم يروا من تفاصيل جسدها شيء أو من ملامح وجهها شي . لكن للإيمان نور لا تخطئه العيون... ومنهن من اختاروا الحل الأسهل والأيسر والذي يرضي أهوائهن ويرضي شياطينهن (وكثير هن) وسمحت لأذنيها بأن تلتفت لمن يقولون لها أنت جميلة والله خلقك كذلك فهو جميل يحب الجمال . رزقك الله بوجه جميل وبجسد رشيق وبطلة مميزة . فلم تحرمين الناس من ان يروا هذا الجمال فيسبحون الله علي جميل خلقه وبديع صنيعه !! وترضين نفسك بأن تعرضين مفاتنك ودواخلك وخوارجك للناس حتي يشتهوا من نفسك ما يشتهون فتصبحين وردة بين الحشائش وتصبحين لقمة تلوكها كل نظرات العيون .

تري هل تستوي الأولي والثانية ؟ هل تستوي القوية والضحية ؟ لا يستوون

كلنا نعرف أن التبرج من أكبر المحرمات . وكلمة كلنا هذه يدخل تحتها حتي المتبرجة نفسها .. سواء اكانت كاشفة شعرها او خافية له بلفافة يطلق عليها افتراضيا طرحة . إذ أن وصف الحجاب لا علاقة له بها . ومشكلة التبرج ليس فقط في أنه أعلان واضح وصريح علي غياب خلق وحياء من تقوم به لأننا نتفق جميعا علي أن الإيمان ظاهر وباطن ولا يستوي ايمان عبد باطنه فاسد حتي لو كان ظاهره صالح . وكذلك فإنه لا يصلح إيمان عبد باطنه صالح حتي لو كان ظاهره فاسد . بل أنه من أكبر صور المجاهرة بالذنب

والحديث الذي نحفظه جميعاً (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) يدل دلالة خطيرة ويشير إلي أن المتبرجة تأثم عشرات المرات في كل مرة تخرج من بيتها بهذا الشكل المؤسف . تأثم بمخالفتها أمر ربها بالستر والحياء والإلتزام بالزي الشرعي للفتاة المسلمة . وتأثم بمجاهرتها بهذا الذنب إذ أنها تقول بلسان الحال أنه لا سمع ولا طاعة لأوامرك يا رب ... وتأثم بأثم كل شاب ورجل يفتن بها ويتلوث قلبه بمظهرها الفتان .. وتأثم بإثم كل فتاة مثلها كان لديها بعض الخوف من الله . فذهب هذا الخوف وتبدل جرأة وتعدي علي اومره بسبب رؤيتها لمن تجاهر بهذا الذنب فظنت أنه أمر طبيعي .. ولا حول ولا قوة إلا بالله


كل ما سبق يطرح في عقولنا سؤال هام جداً ... ولماذا يتبرجن ؟ وما معني التبرج أصلاً ؟

كلمة التبرج من البرج أي البناء العالي ومنه قول رب العزة

{أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ }النساء78
أي في أماكن بعيدة تظنون ان الموت لن يأتيكم فيها .. وهذا يشير بشكل واضح جداً ما تكلمنا عنه من حب الظهور والبروز .. ومنها جاء مصطلح التبرج . أما المعني المقصود من التبرج فهو إبداء المرأة زينتها وإظهار محاسنها للرجال وكل ما تستدعي وتستعدي به شهوتهم وفتنتهم


مشكلة أي حوار يناقش أي مخالفة من المخالفات الشرعية المنتشرة أن أغلب المستمعين والقارئين لهذه الحوارات يعتقدن أنهم في معزل عما يقال ولا يعتقدوا ان الكلام قد يكون مصيبهم بشكل مباشر !! لذا فاعتبر/ي أن كلامي هذا موجه لك في المقام الأول

يقول رب العزة

{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }الأحزاب33

جاء في أحكام القرآن للجصاص: روى ابن أبي نجيح عن مجاهد ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، قال: كانت المرأة تتمشى بين أيدي القوم، فذلك تبرج الجاهلية. وقال سعيد عن قتادة: ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ـ يعني ـ إذا خرجتن من بيوتكن، قال: كانت لهن مشية وتكسر وتغنج

هذا هو تبرج الجاهلية الأولي !! المرأة عندهم كانت تمشي بين يدي القوم فمن الممكن ان تكون مشيتها بها بعض الميوعة والتكسر فضلا عن انهن لم يكن ساترات للجيوب (فتحة الصدر اي المكان الذي فوق الصدر وتحت الرقبة !! فقط

ألا تظن معي أن ابا جهل لعنه الله لو كان يحيا بيننا الآن ورأي إحدي بناته تلبس مثلما تلبس بعض فتيات المسلمات الآن لذبحها وعلق رأسها ؟؟!

إن كنت لا تعتقد فأنا اكاد أؤمن بذلك !

إرتداء الأزياء الضيقة إلي حد مخجل كما نري الآن هو المثل العملي للتبرج الذي نقصده (كالبلوزات والبديهات متنوعة الاسماء المنتشرة لدي اكثر من 90% من الفتيات الآن) والبنطلونات التي تحتار منها .. هل تم تفصيلها علي جسد من ارتدتها رأساً أم أنها تحتاج لتمارين معينة حتي تستطيع أن تدخلها حول جسدها لضيقها الشديد الذي يجعلها فاتنة مفتنة ، فضلاً عن الطريقة المقصودة من توفيق الزي الاعلي مع الأسفل بحيث تكون المحصلة النهائية التجسيد المفزع المخجل لجسد البنت (المسلمة) الذي يعرف صانعوه ومصمموه انه يجعلها مبهرة أكثر من أن لو مشت عارية .

هذه هو وصف بسيط لأزياء الفئة الغالبة من الفتيات اللاتي يمشين في الشوارع الآن ولا يقول لي احد الصورة ليست هكذا حتي لا اسأله من كل هؤلاء الفتيات اللاتي يمشين في الشوارع إذن ؟

يقول سبحانه وتعالي

{وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} العنكبوت38


إنها فتنة التزيين .. أكبر فتنة يحترفها الشيطان ويحرص علي تنميتها في قلوب أغلب الفتيات الآن . فالدين جاء ليخالف هوي النفس .. والنفس قد تركن للمعصية إذ أنها لها بريق يعمي العيون حتي لا تري ما ورائها من عاقبة سيئة مثلما قال الحبيب صلي الله عليه وسلم

حفت الجنة بالمكاره ... وحفت النار بالشهوات

والله لو قرأنا كلنا هذا الحديث بقلب سليم وتدبرنا كل حرف فيه . هذا الحديث المرعب الخطير .. لأختلفت كل حياتنا .. ولفزعت كل متبرجة ولطارت إلي بيتها لتستر نفسها وتنجو بها

النار حفت بالشهوات .. حفت بالميك آب في الشوارع امام كل الناس .. وحفت بالطرحة السبانش والطرحة الخليجي وحفت بالبادي الكارينا والبنطلون المتفجر من الضيق والبلوزة التي تخجل العفيفة من ارتدائها امام محارمها !

النار حفت أي أختفت وراء كل ذلك بحيث أن المتبرجة عندما تأخذ كل شيء من هذه الشهوات فتبدأ في الدخول خطوة ثم خطوة حتي تنكشف النار .... نعم النار ... وهل ثواب التبرج الجنة إن لم تتب فاعلته ؟؟!

أوليس كل متبرجة تحفظ حديث النبي صلي الله عليه وسلم

صنفان من أهل النار لم أرهما .. ومنهما : ونساء كاسيات عاريات مائلات ميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها

اهناك وصف أكثر دقة وتفصيلاً من هذا الوصف المرعب ؟ من أهل النار .. لا يدخلن الجنة .. لماذا تشتري الجنة بالنار وتعطي للناس فرصة أن يتفحصوك بناء علي رغبتك ؟

إنه الجانب الآخر .. جانب الوهم .. توهمت أن من حقها فعل ذلك فأعطت ما لا تملك لمن لا يستحق . أعطت ما أمنها الله عليه من ستر وعفة وحياء تعطيه لزوجها إن شاء الله . لكنها فضلت أن تعطيه لمن يزحف علي جدار قلبها بكلام هي أول من تعرف زيفه وكذبه وسمحت له أن يخدشه . فهي لا تملك ذلك وهو لا يستحقه

وتوهمت أنها بذلك تطلب عريساً . نعم سيكون عريساً .. ولكنه ارادك هكذا بمفاتنك المطروحة بشكل مجاني لكل عين ذئب جائعة .. وأرادك بمكياجك الصارخ الذي قد لا تفعله بعض النساء العفيفات لأزواجهن في البيوت وأنت تصنعيه لكل من هب ودب ! يريدك هكذا فالطيور علي اشكالها تقع فكوني علي علم بأنه سيكون اول عقبة في محاولتك للإصلاح من ذاتك والتوبة والإلتزام والأمثلة علي ذلك بالآلاف . إلا ان يهدي الله .

وتوهمت أن هذا أمر عادي وطبيعي طالما أمها المائلة وأبوها المخذول قد سمحا لها بذلك وكأنه احد حقوقهما ونسوا ان الله تعالي يقول في حقيهما

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6

أعلم بأني أطلت جداً علي غير عادة مني . ولكنها زفرات مهموم تسكن في صدري كحمم بركانية تجعل قلبي يبكي كل يوم وهو يري المظاهر المفزعة التي وصلت إليها احوال الفتيات المسلمات وإنا لله وإنا إليه راجعون

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...