الخميس، سبتمبر 13

لَن يَسْبِقَنِي إِلَيّ اللّه أَحِّد




بداية كل عام وأنتم جميعاً بصحة وإيمان وخير وسعادة ، والله اسأل أن يبلغنا رمضان وأن يتقبل طاعتنا فيه بقبول حسن وأن يوفقنا للعمل فيه بكل ما يحبه الله ويرضه وأن يعلي همتنا وأن يزكي انفسنا


بعد ان كتبت تدوينتين متعلقتين برمضان وهما تدوينة (كائنات رمضانية) وتدوينة (امرأة انهكتها السنين) فكرت أن اكتب تدوينة أخري مباشرة عن الإستعداد والعمل في هذا الشهر


والحقيقة أني مررت بمدونات كثيرة جدا بفضل الله فوجدت اصحابها جزاهم الله خيرا قاموا بهذا العمل الطيب وزيادة


لذا فآثرت ان أنصح نفسي وإخواني في أن نرفع في هذا الشهر شعار واحداً يترجم منهج عملي عظيم لن يتسع المقام لذكره هنا .. تجده مختصراً في هذا الشعار


لَن يَسْبِقَنِي إِلَيّ اللّه أَحِّد

وفي ذهني مشروع طيب النفع عظيم الفائدة أهداه لنا الحبيب المصطفي في شكل هديتين أروع من بعضهما ويطيب للنفس الوصول إليهما فقال :


من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار و براءة من النفاق

(والحديث ( حسن ) انظر حديث رقم : 6365 في صحيح الجامع)


فهي والله كنوز يسهل الوصول إليها .. فلنبدأ من اليوم في إداراك تكبيرة الإحرام كل صلاة في المسجد مع الإمام طوال شهر رمضان وبعد رمضان حتي نضمن براءة مقدمة من الله تعالي بنص كلام حبيبه من النار وبراءة من النفاق وضمان بلزوم المسجد وصلاة الجماعة ما دام في العمر بقية


فلنري الله من انفسنا خيرا في هذا الشهر ونتعاهد علي المسارعة والمسابقة في الفوز به



وكل عام وانتم بخير

الأحد، سبتمبر 9

امرأة .. انهكتها السنين



ما أن قارب الليل بوحشته . وامتد الظلام رويداً يغزو جنابته على الشارع الخالي إلا من بعض المارة . مشيت تلك العجوز المسنة وهواء الليل الضعيف يدفعها


قاربت الثمانون من العمر ... مسكينة كانت .. تمشي تجوب بين القمامة لعلها تجد ما تأكله . الجوع قهرها في أولي ليالي رمضان ولا تجد ما تأكله ... ولا تعلم ماذا تفعل


ولم تعلم المسكينة أن هناك عينان كالصقر ترقبها . عينان متحفزتان تتبعها


والمسكينة لا تدري


مشيت تلك العجوز والمارة قد فارقوا الطريق .. وكانت تلك اللحظة التي ينتظرها صاحب العينيين فاقترب منها شيئا فشيئا


والمسكينة لا تدري


زادت وقع أقدامه وهو يسرع نحوها . وأحست العجوز أن أحدا ما يراقبها ويأتي نحوها فحاولت أن تنظر وهي مذعورة لتري من يتبعها


وأقترب صاحب العينين وامتدت يده نحوها والمسكينة لا تستطيع المقاومة


و


و


ونظرت إلي صاحب العينين فاستقبلتها نظرة حانية وابتسامة رحيمة ويد طيبة ربتت علي كتفها . وسمعت الصوت الهادئ يقول لها : كيف حالك يا أمي
؟


نظرت إليه بنظرة خاوية ولم ترد . فهي نسيت الكلام منذ زمن . فلا احد يأبه بها و يهتم أن يكلمها . ولكنها أحست فجأة بالأمان .. فليس لها أبناء ولم تسمع كلمة أمي من قبل


ونظرت ليد الشاب فإذا هو يحمل حقيبة بها غطاء ثقيل وطعاما ساخناً .. ومد يده فوضع في كفها مبلغ من المال فانحنت لتقبل يده فسحبها برفق وقال لها . يا أماه إن إحتاجتي شيئا فأنا أسكن هنا وأشار لمنزله .. ثم ربت عليها بحنان ونظر لها بنفس النظرة الحانية ثم عاد من حيث جاء


وسمع من خلفه صوتا ضعيفاً لامرأة أنهكتها السنين



ربنا يخليك يا بنى


ولحظات وأذن مؤذن المسجد القريب لصلاة المغرب





إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً

الاثنين، سبتمبر 3

كائنات رمضانية


ربما يجد البعض هذا العنوان غريباً أو مبهماً أو غير مفهوم ، فهل يعيش في رمضان كائنات من نوع معين يطلق عليها الكائنات الرمضانية ؟


وأعتقد أن الأغرب هو الإجابة بنعم .... توجد أحياء تعيش في رمضان وتسمي بالكائنات الرمضانية


والحقيقة أن الكائنات الرمضانية تنقسم إلي ذكر وأنثي مثل معظم الكائنات الأخرى !! ولكنها علي نوعين أساسيين :


النوع الاول: وهي الكائنات التي تجد رمضان بيئة مناسبة للحياة والمعيشة بشكل أفضل بل قد يكون رمضان متنفس لها عن سائر الأوقات من العام ، ومن هذا النوع من قد يكون رمضان موطنه الأصلي والذي فيه نشأ وتربي فيه فلا يستسيغ العيش إلا فيه ، ومنه من يعيش بشكل طبيعي ويمارس مهامه المطلوبة منه بشكل أساسي ولكن ما يلبث أن يدخل عليه رمضان حتى ينقلب كخلية النحل ، و لا يعرف أن هناك فائدة ما في رمضان ولا باب فضل فيه إلا وأستثمره ولا لحظة جعلها تمضي دون فائدة


إنهم الأناس الذين يعبدون الله حق عبادته (وهو الطبيعي) في سائر الأوقات . وينتظرون شهر الرحمة والمغفرة ليضاعفوا اعمالهم فيه طمعاً في عفو خالقهم ورضاه . وطمعا في ملايين الحسنات التي سيجنوها منه .. وهؤلاء هم الفئة التي علمت أن لها رب لا تأخذه سنة ولا نوم . موجود في كل يوم وفي كل ساعة ، فلم تحتال ولم تجعل عبادتها عبادات موسمية . بل أطاعت وعبدت ربها طيلة أيام العام ولياليه طمعاً في جنته وخوفاً من ناره


أما النوع الثاني : فهي الكائنات الهائمة علي وجوهها في غير رمضان ولا تعرف لها سبيلاً ولا هدف ولا ميناء ترسو فيه . فياتي رمضان فتعمل بأعماله وتذكر أن لها رباً لا تعرفه إلا في هذا الشهر وفقط . فيدخلون المساجد ويصلون كما تصلي الناس ويصومون كما تصلي الناس . وأغلب هذه الكائنات يكون فترة بقاءه ودورة حياته لمدة أسبوع أو يزيد بأيام قليلة ثم يعود كسايق عهده كائن غريب آخر


قد يعتقد البعض أن إمتلاء المساجد بالمصلين في رمضان وفي صلاة القيام وكثرة المظاهر الدينية شيء طيب ومفرح .. قد يكون .. ولكن المؤسف في الامر أن تجدنا أصبحنا نتعامل مع الله (بالقطعة) او كما يفعل التجار .. فياتي رمضان نعرفه .. وننساه سائر العام ، وننسي معه أنه يسترنا علي الرغم من معاصينا وتفريطنا في حقه كل يوم فهو القائل في الحديث القدسي : يا عبادي إنكم تخطئون بالليل و النهار و أنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم


فشهر رمضان هو شهر الفوز .. والمؤمن العاقل هو الذي يعرف كيف يدخل رمضان ويخرج محملاً بالخيرات والأعمال الصالحات . فقد قال الحبيب : رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ، وفي رواية : خاب وخسر من ادرك رمضان ولم يغفر له


لذا فعلينا أن ندخل هذا الشهر الفضيل مجددين النوايا و الهمم بان نفوز بهذا الشهر وأن يكون خير الشهور التي مرت علينا طيلة حياتنا

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...