الثلاثاء، فبراير 27

من الجنة


استيقظت وفتحت عيونها الصغيرة

فلم تجد قبلة أمها الحنونة على وجنتيها كما تعودت كل صباح

اليوم مختلف ولكنها لم تبالي . وقامت لتجد نفسها وسط روضة غناء هي الجمال كما ينبغي أن يقال . وكائنات كالنور تخطو بروعة بل وأطفال كثيرون في سنها و لمحت فيهم بعض جيرانها الصغار يلعبون ويمرحون هنا وهناك

أحست أنها تحلم رغم أنها فتحت عيونها عشرات المرات لتجد نفس المشهد كل مرة . ولكن عظمة الإحساس المريح الذي يطوف بداخلها منعها من التفكير . ولكنها حاولت أن تتذكر

أمي قبلتني أمس في الصباح وودعتني للمدرسة ثم ...... ثم وجدت نفسي هنا ؟

لقد تملكتها الحيرة ولكن عاد الإحساس الرائع يغمرها مرة أخرى فمشيت تجوب بين المكان وحتي وطئت بأرجلها الصغيرة مكاناً عالياً فنظرت إلى أسفل لتجد مشهد غريب

رأت منزلها ولكنه خاليا ... ومدرستها القريبة من المنزل هناك أو لنقل بقايا مدرستها . لا لا إنها ليست مدرستي لأني كنت هناك الأمس

بدت للحظة أنها لا تتذكر شيئا ومشيت مسرعة قليلا حتي وجدت نفسها وكأنها تطير ولكنها أيضاً لم تندهش وكأنه المعتاد ونزلت أكثر لتجد أخوها التوأم فهتفت باسمه ولكنه كان يبكى .... لماذا يبكى ؟؟ ولماذا لا يراني ؟

ووجدت أمها هناك وأبوها وبقية أخواتها وكان على وجوههم نفس علامات الحزن و البكاء ... أما أمي فكانت في أسوء حال ، ولكني لم أبكى ولا أعرف لماذا .. ذهبت إلى امى أقبلها ولكنها لم تراني... مشيت بجانبها وأنا مندهشة ، ثم وجدتهم يقفون أمام بقعة مستوية على الأرض وعليها قطعة خشبية مكتوب عليها ..... ياااه !!!

إنه إسمى أنا و الكل يبكى وأنا لا أفهم شيئا


ولكني الآن فقد تذكرت ، عندما كنت في مدرستي و التي تقع في قرية بجانب القدس قام العدو الحقير بحرقها ولا أتذكر شيئا آخر

وهنا فقط نزلت الدموع من عينيها

فلقد فطنت لحقيقة موتها

ولم يلبث أن وجدت نفسها وسط مكانها بين الأطفال أصحابها مرة أخري

وادركت أنها في الجنة فتبسمت وقالت أماه لا تبكى فأنا بين يدي الخالق وألعب بين ملائكة وأطفال أبريـــاء مثلي



ومازلت أحبك



وأنتظرك

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...