الأربعاء، أكتوبر 18

هَلْ مِن مَّزِيدٍ


المكان


مسجد رياض الصالحين

بورسعيد



الزمان


الساعة الثالثة صباحاً


الحدث ... صلاة التهجد في ليلة الخامس والعشرون من شهر رمضان لعام 1427هـ




يتدفق صوت شجي صافي .... صوت كالماء العذب

صوت الشيخ عبد المنعم عبد المبدىء إمام المسجد


وسورة ق


وما ادراكم ما سورة ق



ويأتي للآية



يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ



إسمع مرة آخري




يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ




ويتعالي النحيب من مئات .. بل آلاف المصليين



وتتردد الآية مرة آخري





يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ




ومر السؤال الصعب والمرير بذهني حينها





هل يا تري سأكون ممن سيملأون جهنم حين يسألها رب العالمين وهو أعلم بها ؟




أم سأكون بين المزيد الذي تطلبه جهنم من ربها ؟




وإنسابت الآية التالية في أذني كالنور




يقول الرحمن الرحيم



وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ




فهل تراني أقدر علي أن اكون من المتقين الذي ازلفت من اجلهم جنة العالمين ؟



هل الامر سهل عليك يا نفسي العاصية؟




هل تستطيعين أن تكون من المتقين ام تظلي فريسة للمعاصي والذنوب



هل تستطيعين أن تعملي لجنة عرضها السموات والأرض؟





وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ






وزاد النحيب أقوي مما سبق



أتراها دموع الفرح أم ماذا .. لا ادري








كتبت هذا من اجل أن أسترجع لنفسي هذا الشعور العظيم مرة أخري


وقد مر من الوقت من بعدها وحتي كتابة تلك الكلمات


ستة ساعات و نصف الساعة


















سورة ق بصوت الشيخ عبد المنعم



لعلنا عندما نسمعها مرة أخري نعيش تلك اللحظة

الأحد، أكتوبر 15

!المزدوج

طبعا لن اتكلم عن شخصية المزدوج التي كنا نراها في الكارتون المشهور (مازنجر) !! وإن كان ما أريد أن اقوله شبيه إلي حد كبير لتلك الفكرة ....
نعاني كتيراً من إزداوجية عجيبة في افكارنا و شخصياتنا و حتي أرائنا .... احيانا نري بعض الاشخاص يكونوا بيننا غاية في الحياء والادب والإحترام ثم نجدهم في مواطن ومواقف أخري عكس هذا تماماً
احياناً نجد ايضاً بعض الأشخاص ممن يتاثروا بالمواعظ الدينية ولكن سرعان ما تجدهم يندفعون بحماس في المواقف الحياتية الخاطئة ....
لماذا نجد تلك الإزدواجية في الفكر .. ولماذا لا يرتدي معظمنا نظارة الإسلام في كل حياته ؟! فللأسف أصبح تعلق كثيرون منا بفكرة أن الدين ما كان في صلاة الجمعة أو في صلاة الجماعة أو في سماع او قراءة موضوع ديني فقط ...
لماذا تناسينا ان الإسلام منهج حياة .... الإسلام طريقة تفكير ومخطط لكل ما نلقاه في حياتنا ...
لماذا إستوردنا الأفكار العجيبة والممارسات الغريبة وديننا فيه ما يكفي مليون امة غيرنا ؟
الإسلام عبادة – عقيدة – أخلاق

ننتقد كثيراً بعض الملتزمين فنقول أنهم يصلوا ويصوموا ويعتمروا ويحجوا ثم يغشوا أو يسرقوا أ يكذبوا أو أو
وتناسينا أننا متورطين بشكل أو بآخر في مثل تلك الأمور وغيرها .. فأنا إن كنت أصلي فأكون مسلماً حين صلاتي فقط . ولكن تجدني مهتماً إهتماماً مخزياً بكل ما يضيع وقتي من ملهيات .. منهمكاً في متابعة آخر أغنيات فلان واخبار الفيلم الفلاني وآخر ما وصل إليه فريق الكرة الفلاني ... بشكل أصبح وقتي مشغولا . لكن بماذا ؟؟
أصبحنا نبني بيوتاً من ورق ... ولا نعلم البديهيات ولا أساسيات هذا الدين
المأساة أنك حين تتحدث مع أحد الأشخاص فتكلمه وتذكره بفضل القرآن علي سبيل المثال وتلاوته وقرائته .. وأنه قد نساه منذ أن مر عليه رمضان الماضي .. وقد يكون لم يقترب منه من رمضان ما بعد الماضي لأن رمضان الماضي كان مشغول!!!!! عندما تحببه في القرآن وفي حفظ القرآن تجده وبكل حماس يقول لك .. وهل حفظ القرآن فرض ؟!!!!!!
فعلا من الهم ما يضحك ...
وهل مشاهدتك للأفلام والمسلسلات بحيث أنك تري بعينك تضييعك للصلوات المفروضة ناهيك عن الفجر مع مشاهدة المباريات بشكل يضيع معه الوقت وبالتالي العمر .. هل كل هذا فرض ؟؟
قال حبيبك : ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة
لا تعتقد أن الحياة كلها ذكر وقراءة قرآن ودراسة علوم شرعية فقط .. لا تعتقد هذا لأنه إعتقاد ساذج !!
لكن ذكر الله هو أن لا تنساه قط .. إفعل ما تفعل ولكن لا تنسي الله فينساك ... والجزاء من جنس العمل
أنت المفترض أنك مسلم علي كل أحوالك . وأنت تاكل وأنت تعمل وأنت تمشي في الشارع وأنت تعامل زوجتك وأبنائك وجيرانك وزملائك في العمل .. انت ف كل هذا مسلم وتعبد الله في كل هذا بحسن الخلق وتقوي الله ومراقبتك له
فما الذي غيرك ؟!
أنظر معي لتك الآية :

ِفي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ

لا تلهيهم تجارة ولا بيع (امور من الحلال المحض) عن ذكر الله وإقام الصلاة ...

لا يلهيهم الحلال

فما بالك بما يلهيه ال.....
لماذا نعتقد أننا نعيش الدنيا كدنيا . لا يهم (اللي تكسبه إلعبه ) ونعتقد أن الدين فقط في المسجد ؟؟
لماذا نزدوج ونقول مالا نفعل ونـأمر الناس بالبر وننسي انفسنا ..
هل نحن أصحاب دنيا .. أم آخرة ..
سؤال له إجابتان فقط لا ثالث له

فكر قبل الإجابة علي هذا السؤال الهام وكن صادقاً مع الله أولا لا مع نفسك

أستمع أيضاً لتلك الآية :

َابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ

الآن قل لي ... أنصيبك من الدنيا هو إهدرها في سماع أغاني ومشاهدة افلام ومتابعة مباريات فقط ؟؟؟

أصدق الله لا تصدقني أنا ....

نصيبك من الدنيا هو أن تتمتع بالحلال دون إسراف ... دون إسراف مرة آخري لأن ما يحدث الآن ليس إسرافاً بقدر ما هو إهداراً وإستهتاراً
إعلم أنك لم تخلق سدي أو كي تكون (ملكش لازمة) كما يقول البعض .. انت من امة محمد
أتعلم من هو محمد ..
أتريد أن تكون من امة محمد التي سيشفع لهم النبي أم لا

فكر في كلماتي وتذكر أنها كلمات خرجت من قلب محب لك

الاثنين، أكتوبر 2

عفواً .. لقد نفذ رصيدكم!!!


عبارة تسمعها كثيراً عندما تهم بطلب رقماً ما ثم تكتشف أنك نسيت أن تقوم بشحن وزيادة رصيدك فى هاتفك المحمول ..... وقد تكن فى يوم من الأيام لديك رصيد كبير فأنت مطمئن أنه يمكنك إجراء المكالمات بأمان حتى وإن دخلت فى فترة السماح فسيمكنك على الاقل إرسال رسئل قصيرة إعتماداً على وجود رصيد سابق لديك .

هل سمعت عن أحدا! يطلب وليس لديه رصيد؟ الإجابة بالطبع لا..

أهم ما فى تلك المقدمة أننا نمر بها جميعا ونعرفها جيداً . لذا سندلف على الموضوع سريعا...


لدى لك سؤال



هل لديك رصيد عند الله فتطلب ما تشاء ؟

إنه الرصيد .... إنك تطلب من الله وأنت تعلم أنه يملك مقاليد كل شيىء ، ولكن هل نظرت للأمر من تلك الزاوية ؟ وهل سألت نفسك يوماً هل لدى رصيد عند الله أم لا؟ وهل رصيدك يكفيك أم لا؟


كلنا يعلم قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار والتى حكاها النبى لنا فقال: "" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فقال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فنأى بي طلب شجر يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر زاد بعض الرواة والصبية يتضاغون عند قدمي فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الآخر اللهم كانت لي ابنة عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا يحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الثالث اللهم إني استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرتهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال لي يا عبد الله أد إلي أجري فقلت كل ما ترى من أجرك من الابل والبقر والغنم والرقيق فقال يا عبد الله لا تستهزىء بي فقلت إني لا أستهزىء بك فأخذه كله فساقه فلم يترك منه شيئا اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم فقال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره إلى أن اشتريت منه بقرا وإنه أتاني يطلب أجره فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة ""


ترى ... هل لو كنت أنت رابع هؤلاء الثلاثة وكان خروجهم من الغار متوقف على دعوة واحدة منك وتوسل إلى الله بعمل صالح فعلته إبتغاء وجهه أكان لديك ما تدعو به فينجيك الله بسببه؟

أتدرى لماذا قال المصطفى "" كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون "" ذلك لأن هؤلاء آثروا رضا الله على شهواتهم واختاروا الله فلهذا قال الله فيهم


إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً

فانقلبت سيئاتهم بعظم حجمها وكبرها إلى أرصدة من الحسنات كثيرة ... أرأيت وسائل زيادة الأرصدة .. إلا من تاب ثم آمن ثم عمل صالحاًً ...

أرأيت سحرة فرعون ؟ إنهم قوماً كانوا فى يوماً واحد على ثلاثة أحوال . ففى أول اليوم كانوا كفرة بطبيعتهم ، وعندما جمعهم فرعون ليناظروا نبى الله موسى بإعتباره ساحر مثلهم ثم رموا عصيهم


فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ثم أوحى الله لنبيه وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ترى ماذا فعلوا بعد أن رأوا آيات الله وهم أعلم الناس أن هذا ليس بسحر ؟ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ وهذا هو الحال الثانى لهم ولما رأى فرعون هذا توعدهم بالقتل والصلب فكان ردهم أن قالوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ

فقتلهم فرعون فكانوا من الشهداء .. سبحان الله !! أرأيت أن القرار الشجاع الذى اتخذوه وهو التوبة إلى الله جعلت لهم من الرصيد ما إن جعلهم شهداء !! وما ادراك ما الشهيد .إنك قد ترى حولك من قد يصلى ويسرق أو يصلى ويزنى أو أو ، والله يقول

وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ

ولكن أى صلاة هى التى تنهى ؟ أهى الصلاة التى لا روح فيها ولا خشوع ولا حضور قلب ولا إدراك لمعنى الوقوف بين يدى الله ؟؟ لا والله . إنها الصلاة التى قال عنها المصطفى "" جعلت قرة عينى فى الصلاة"" الصلاة التى تدخلها بعد أن تكون قد خرجت من دنيتك ومشاكلك وأعباءك .

فتلك هى التى تزيد من رصيدك وبالتالى هى التى تنهاك عن الفحشاء . وصدقنى إن لم تنهك اليوم فستنهاك غداً أو بعد غد أو حتى بعد عام ... المهم ستنهاك .

يعيش بعض الناس ولا هم لهم إلاجمع المال وأرصدة البنوك ويموتون فتؤول لغيرهم ويذهب كل ذلك

فى الهواء ولكن

مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ

الرصيد الذى لا يزول هو دعوة خير دعوت بها لوجه الله وكلمة طيبة تفوهت به لله وصدقة أخرجتها وانت تسأل الله أن يتقبلها منك وكلك إخلاص ومع ذلك تخشى أن لا يتقبلها

وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ

أوتدرى ماذا يجرى فى القبر .... لا تخف !!! فكما أن بالقبر عذاب فإن به نعيم وأن المؤمن سيصبح قبره روضة من رياض الجنة ( نسأل الله ان تكون قبورنا هكذا) ولكن إنتبه ...

إنك تعلم تمام العلم أن ما من عبد مسلم إلا وسيسئل فى القبر عن ثلاث .. من ربك ما دينك من نبيك ...

هنا فقط ستعلم ألك عند الله رصيد أم لا .. من الناس إن سئل عنهم فى الدنيا لأجاب ، ولكن ماذا وإن كنت لا تعمل فى الدنيا لدين الله ولا تظم شعائره وتجتنب نواهييه وتمتثل لأوامره ؟ وماذا إن كنت لا تعلم شيئا عن سنة المبعوث رحمة للعالمين ؟ هنا فقط ستعلم أنه قد نفذ رصيدكم!!!!


أما السعداء فها هم


مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ


أى ان السعادة فى الدنيا وفى الأخرة ولاحظ أن الرصيد سيضاعف بفضل الله فى الآخرة خذ هذه أيضا


يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ

قال عنها العلماء أن الثبات والأمر بالمعروف والكلمة الطيبة و عند الإحتضار فى القدرة على النطق بالشهادة وفى الأخرة فى القبر ....قال المصطفى "" تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة إن أعطى رضي وإن لم يعط لم يف "" إنهم عبدوهم عبادة بلا صلاة أو صوم ( طبعا!) ولكن كان هذا هو الهدف فى الدنيا فقط .

أخى و حبيبى فى الله ... من اليوم . بل من الآن إجعل كل لحظة تمر عليك لله وفى الله ولا تظن أن هذا الامر صعب ، واعمل بنية وتفانى فى زيادة أرصدتك عند الله حتى لا يقال لك :عفوا .. لقد نفذ رصيدكم أو على الأقل ... الحالى لا يكفى لإتمام تلك المكالمة

الأحد، أكتوبر 1

الخيط الرفيع

كثيراً ما نسمع المقولة التي تقول : ما بين العبقرية والجنون شعرة


ما رأيك بهذه المقولة .. أتراها مقولة صحيحة ام لا ؟

وكثيراً ايضاً ما نري أحد الأشخاص كان لا يتوقع له أحد ان يصلي مثلا أو أن يفعل كذا وكذا ، وهو الآن من السائرين علي طريق ومنهج الله فنتعجب ونقول . ياه .. فلان هذا كان بالأمس القريب كذا واليوم شخص آخر . كان الفارق بين معصيته وطاعته شعرة او خيط رفيع ..وعلي الجانب الآخر .. تجد من أقبل علي الله يصدق وإخلاص فبات يفعل كل الطاعات ويقدم كل القربات ثم فجأة وبدون مقدمات إنتكس .. عاد إلي ما كان عليه في السابق بل وأكثر مما كان عليه .. لماذا ؟ أوليس الإخلاص هو ما دفعه لذلك في البداية ؟ كان بالامس عابدأ واليوم عاصياً فكان الفرق بين ذلك وتلك وكأنها شعرة ايضا وخيطاً رفيع

لفت نظري هذا الامر بشدة فوقفت مع كتاب الله أراجعه فوجدت هذا الموقف المؤيد لما أقول


وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين

َ
موقف عجيب .. اليس كذلك ؟

كان هؤلاء السحرة في بداية هذا اليوم من الكفار .. فأراهم الله آية فأنقلبوا مؤمنين موحدين له فكانوا من المؤمنين . ثم إنتهي بهم الأمر ان يقتلوا في سبيل الله في نفس اليوم فكانوا من الشهداء وهم لم يسجدوا لله سجدة واحدة ... تري ما هو السر الذي جعل هذا الخيط الرفيع الذي كان في صدورهم يفصل بين الحق والباطل والكفر والإيمان ينقطع هكذا ؟
موقفاً آخر او مشهد في القرآن الكريم يقول فيه رب العزة

أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا

بين ربنا ان الميت المقصود في تلك الآية قد يكون الكافر الذي اكرمه الله بنور الإيمان أو المؤمن العاصي الذي كان ميتاً في الدنيا ببعده عن نور ربه ، وعندما غير نفسه للأفضل فجعل الله له نوراً . ليس نوراً خاصاً به فحسب بل نوراً يمشي به في الناس فيضييء لمن أراد الله له ذلك ... لاحظ أن حرف الفاء يفيد التعقيب والسرعة
فما الذي قطع هذا الخيط الرفيع الذي جعله من الموت للحياة ... إنه نور رب العزة
فعلاً والله يا اخوة الإيمان .... فإن أي إنسان منا معرض لهذا أو لتلك ... أي إنسان منا قد يتحول من المعصية للطاعة في أقل من ثانية . والموفق من وفقه الله ... وأي إنسان منا قد يتحول من الطاعة للمعصية في لمح البصر .. نسأل الله الثبات ... وهنا تكمن المشكلة ... فكلنا أو معظمنا يعتقد أنه لو وصل لمرحلة ما من المعصية أو الطاعة فلن يتغير للأفضل أو للأسوء

فالشيطان مثلا يوحي لكل عبد يعصي منا .. وكلنا نعصي الله لأننا بشر ... الشيطان يوسوس لنا بان الله لن يتقبل منا توبتنا لأننا نعصيه ونعرف أن هذه معصية ولا تقلع عنها ... فيورث هذا بداخلنا قنوط ويأس من رحمة الله .. وهذا ما يريده الشيطان فنزداد طلباً في المعصية
الشيطان يعرف أن الخيط والحد الفاصل رفيع . فيحاول أن يقويه في أعيننا ويوهمنا بأننا ضعاف أمام أي شهوة او معصية

والله عز وجل يفرح بتوبة العبد منا أكثر من فرح العبد نفسه بتوبته إلي الله

وعلي الجانب الآخر .. فتجد منا من أغراه وأغواه الشيطان ايضاً بعبادته .. تري فلان يصلي جميع الصلوات في جماعة ويحافظ علي اداء النوافل من صلاة وصوم وسار العبادات التي يتقرب بها إلي الله . أو له شكل معين أو هئية معينه .. فيغتر أو ينخدع بنفسه . ويملئه الشطيان سروراً بعمله ..... فيقلبه الله علي عقبيه .. لأنه ظن انه وصل .... بل قد تري من لا يفعل كل هذا .. ولكنه يغتر بأنه أفضل من غيره . او أنه ليس سيئا ... او كما يقول
أتذكر قصة الرجل الذي كان من كتبة الوحي .. وكان يحفظ سورتي البقرة وآل عمران .. وأنت تعلم بالتأكيد فضل هاتان السورتان ... هذا الرجل الذي فتن بإمرأة نصرانية فذهب إليها وقال لها . أريدك لنفسي ... فقالت إذن فتنصر . فقال لها ساتنصر ولكني اريدك ... قالت له إذن إنتظر أبي حتي ياتي وتطلبني منه حتي لا تكون قدقلت لي ذلك كي تنال بغيتك .. قال لها أين والدك . قالت له إطلع إلي السطح وأنتظره وسوف ياتي لك .. واحضرت له لحم خنزيز وخمر . فأكل وشرب حتي سكر .. فترنح من فوق السطح واقعا ومات

أرأيت أن الأمر ليس كما نعتقد

المشكلة الكبري تجدها في من يبرروا أخطائهم ويحاولوا ان يجدوا لها ألف منطق .. فأنت لو سألت إحدي الفتيات مثلا .. لماذا تلبسين هذا الزي الضيق الذي يصف أكثر مما يخفي ؟ أجابت بأنها الموضة . كل البنات تفعل ذلك ... ولو قلت لفلان .. يافلان .. لماذا لا تصلي .. يقول لك . لو أراد الله هدايتي لهداني ..!!!! لا أعرف أحدا من أصدقائي يصلي أو من أفراد أسرتي

التبرير هو أهم الوسائل التي تقوي الخيط الرفيع الذي بين الذنب والمعصية .. فأنظر مثلاً لقول الشيطان عليه لعائن الله .. عندما سأله رب العزة لماذا لم يسجد لآدم حيث امره الله . أنظر لرده المتبجح

قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِين

ٍ
أليس من الممكن لو كان الشيطان . مثلا . قال تبت إليك يارب .. . أكان من الممكن ألا يحدث ذلك ؟ ولكنه أبي وأستكبر وبررد موقفه بانه يري أنه خير منه لأنه خلق من النار ، والنار أقوي من التراب

المشكلة تكمن في تبرير الأخطاء .. وتجد هذا جلياً واضحاً في قول رسول الله :كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه
فالمجاهر فضلا عن معصيته ، فإنه يجهر بها ويظهرها علي الناس فتكون دعوة لغيره من ضعاف النفوس لفعلها .. وفوق كل ذلك . فإنه قد يبرر معصيته بانواع شتي من التبريرات تزيد من وطأة و حدة المعصية

لذا فالمؤمن الذكي ... الأوآب لربه ينبغي أن يعتاد علي فضيلة الإعتراف بالذنب .... فكثيراً ما نسمع أن إعتراف الجاني في المحكمة يخفف من الحكم .. أليس كذلك ؟؟ لكن عند الله الإعتراف لله رب العزة يمحو الحكم كله ... بل يبدله بحسنات بحجم وعظم الذنب كانت الحسنات

إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً

ً
فإن التوبة هي إعتراف بالذنب لله رب العالمين وندم عليه ، وتعهد بعدم العودة له مرة آخري

ولتبين النوايا الحسنة فينبغي ان تعقب التوبة عمل حسن وبعكس المعصية . يعني من كان لا يصلي فتاب . فليجتهد أن لا تفوته ركعة أبدأً . ومن كان عاق لولديه فليتفنن في إرضائهم .. ومن كان لا يفعل كذا فليفعله بكل الطرق الطيبة
نتيجة كل ذلك أن يبدل الله كل تلك السيئات القديمة بمثلها . لكن حسنات .. لأن ربنا هو رب غفور ورب رحيم ولذلك كان دعاء سيد الإستغفار له كل تلك المكانه .. لأن العبد يقول :اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

فهو إعتراف صريح لله بانه الخالق . المستحق لعبودية وحده لا شريك له .. هو الوحيد الذي نعوذ به من كل شر وسوء .. وهو المستحق منا بالإعتراف الدائم بنعمه (أبوء بنعمتك) والإعتراف بالذنوب (وأبوء بذنبي) .. وبعد هذا الإعتراف كان رجاء مغفرة رب العزة لأنه لا أحد يملك أن يغفر النوب إلا الواحد الأحد



إخواني في الله


النفس تهوي والقلب يتمني ... والخيط رفيع وضعيف .. فماذا تختار لنفسك .. أتقطع الخيط الذي بين طاعة الله ومعاصيك ... أم الذي بين ذنبك وعفو ربك عليك ؟

لويس الرابع عشر .. والسجين .. وأنت

يُروي أن احد السجناء في عهد لويس الرابع عشر كان محكوماً عليه بالإعدام ومسجون في جناح قلعه هذا السجين لم يبق على موعد إعدامه سوى ...